والمبالغات والإغراب جعل بعض المستشرقين فيما بعد يجعلون من زهير هذا شخصية خرافية وبطلًا خياليًا! وأكثر ما رواه جماعة آخرون من المشايخ الكلبيين كانوا يروون هذا النوع من التقصي عن رجال كلب حملهم على ذلك تقصيهم لقبيلتهم بني كلب.
وأكثر ما روي عن كلب هو من إخراج أيدي كلبية نشرته وأذاعته بين الناس، ومن حسن حظ كلب أن شيوخ الإخباريين الذين ذكرتهم كانوا منهم، فكان لقولهم هذا صداه البعيد.
وكلب في حد ذاتها جملة قبائل وبطون ضخمة منها رفيدة وعرينة وصحب وبطون كنانة وهي قبيلة كلبية ضخمة من بطونها بنو عديّ، وبنو زهير، وبنو عليم، وبنو جناب.
وذكر بعض الإخباريين أن كلبًا كانت تحكم دومة الجندل (بلاد الجوف حاليًا) وأول من حكمها منهم هو دجانة بن قنافة بن عديّ بن زهير بن جناب، وذكروا أيضًا أن المُلك على دومة الجندل وتبوك كان لهم، إلى أن ظهر الإسلام، وأنهم كانوا يتداولونه مع بني السكون من كِنْدة القحطانية، فلما ظهر الإسلام كانوا على دومة الجندل ويحكمها الأكيدر بن عبد الملك من السكون.
(انتهى قول جواد علي)
[(٥) ما قاله عارف العارف في قبائل بئر السبع بفلسطين]
قال: من القبائل الكلبية التي نزلت فلسطين من قُضاعة وقد دعوا بذلك نسبة إلى أبيهم كلب بن وبرة، ومن الطريف أن نذكر أن وبرة سمى أبناءه كلب وأسد ونمر وذئب وثعلب وفهد وضبع ودب وسرحان. . . إلخ، ومن بني كلب الذين نزلوا فلسطين إبراهيم بن عثمان بن محمد الأشهبي عام ٤٤٨ - ٥٢٤ هـ وقد نزل غزة، وكانت لبني كلب بن وبرة في عصر الدولة الفاطمية إمارة في صقلية (جنوب