الحملة بفترة طويلة، وقد انفصلت العوازم بعمدتها فيما بعد عن العزيزي، ولا يُعين عُمدة للقبيلة إلا إذا بلغت النصاب الذي يسمح بتعيين العمدة، ولذا ظلت العرينات والقزايزة مع العمدة العزيزي حتى إلغاء أنظمة البدو العرفية وعمديتها بعد ثورة يوليو ١٩٥٢ م.
وقد نزل العوازم (١) الثلاثون بإبلهم الكثيرة التي قيل أن وادي النيل لا يسعها إلا في موسم الخريف وأيام الحصاد، أما بقية العام فتقضيها في وادي قنا ووديان أسيوط والأودية الفرعية الصغيرة في الصحراء الشرقية، الأمر الذي يجعلني لا أركب الشطط إن قلت: إن نزول العوازم يرجع للقحط والجفاف الذي ساد الجزيرة العربية في المائتي عام الماضية.
[العوازم والحملة]
الحملة هي نقل التجارة من مينا القصير وسفاجا على البحر الأحمر إلى قنا، ومن ثم تُنقل عبر النيل إلى الشمال (١)، وهذا كان قبل اتصال البحر الأحمر بالبحر المتوسط عند برزخ السويس - أي قبل مشروع ديلسبس، والذي تم عام ١٨٦٩ م بافتتاح قناة السويس - وكانت قبيلة العبابدة تنقل التجارة قبل ذلك التاريخ بسنوات بعيدة من سفاجا والقصير إلى قنا. فلما نزل العوازم بإبلهم الكثيرة أخذوا الحملة من العبابدة نقلا وحراسة من العربان الذين كثيرا ما يغيرون عليها عند مرورها بالصحراء الشرقية من البحر لقنا. ولعل هذا أول ما أثار حفيظة الكثير من العوازم الذين تمكنوا في وقت قليل وبعدد قليل - بضعة وثلاثين رجلا - من أخذ الحملة من قبيلة كالعبابدة، ثم حدث بعد ذلك بسنوات أمر ترك أثرًا واضحًا على علاقة