بجاية في ساحل البحر ومدينة الجزائر يتميزون بسمرة وسواد الشعر واستدارة الرأس وقصر الأنف وتقوس الجبهة وبروز الخدين، أما من الوجهة الاجتماعية وسلوك الحياة فيقسم البربر إلى طائفتين كبيرتين متباينتين فيما يتعلق بأنماط المعيشة التي تحياها كل طائفة منها، فالطائفة الأولى تشمل بربر (البتر) وهم رُحَّل في العادة يركنون إلى الزحف على السهول ويرتبون معيشتهم في الغالب على الرعي ومن أشهر قبائل البتر: لواتة، وزناتة، ونفزاوة، ورجراجة، وأداسة، وأنتوسة.
والطائفة الثانية تضم بربر البرانس أو الحضر وهم سكان الهضاب والسهول والمدن والقرى الكبيرة ويرتبون معيشتهم على الصناعة في المدن وعلى الزراعة في الهضاب والسهول، وقد اختلط هؤلاء من البرانس (البربر) بالملاحين الذين كانوا يجوبون البحار في فجر التاريخ وأخذوا منهم الكثير من أساليب الحضازة العريقة في القدم فعرفوا صناعة المنسوجات وبناء المساكن وصناعة الأواني الفخارية، وكان لهؤلاء البرانس آداب في العصر الإسلامي فترجموا القرآن الكريم إلى لغتهم وألفوا الكتب الدينية ووضعوا الملاحم الشعرية وبعض القصص الساذجة على ألسنة الحيوان، وقد استغل الرومان هذه الفوارق بين طوائف البربر البرانس وبين البتر فبذروا بذور الشقاق وضمنوا بذلك السيطرة على بلاد المغرب، وقد نهج ذلك النهج الأشراف الفاطميون (١) في العهد الإسلامي فاتخذوا من بربر صنهاجة أنصارًا يعاونوهم في الحروب التي شنوها ضد بربر زناتة طوال حكمهم لبلاد المغرب (الدولة الفاطمية).
[البربر في الجزائر بالوقت الحاضر]
من أهم قبائل البربر في الجزائر، فكلها تنتمي بالأرومة إلى صنهاجة وكُتامة التي تقيم في بلاد القبائل الصغرى (منطقة كبيرة عاصمتها بجاية)، وزواوة التي تسكن بلاد القبائل الكبرى (منطقة جنوب وشرق بجاية).
(١) سُموا فاطميين نسبة إلى فاطمة الزهراء - رضي الله عنها، وهم من ذرية الحسين بن علي - رضي الله عنه - وهم العبيديون نسبة إلى عبيد الله المهدي ابن محمد الحبيب المصدق ابن محمد المكتوم ابن إسماعيل الإمام ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر، وقد اجتمع لهم حكم مصر والشام والمغرب وصقلية جنوب إيطاليا.