هؤلاء من عشيرة الخرصة التي تقدم ذكرها وتفريعها، ويسمون أيضًا شمَّر العواصي بالنسبة إلى آل العاصي بن فرحان، وشمَّر دهام بالنسبة إلى الشيخ دهام الهادي العاصي، الذي هو رئيس الخرصة دون منازع، وكانوا قبلا يسمون شمَّر العراق كما قدمنا، وهم القسم الذي كان يسوده قديما فرحان باشا الصفوق، وكان هذا مرتبطا في عهد الترك بولاة بغداد، وبعد فرحان باشا خلفه ابنه العاصي، وهذا لما شاخ ومرض اضطر إلى المكوث في دمير قبو في الأراضي التي خصصها له الترك، وكانت رئاسته وقتئذ اسمية، أما الرئاسة الفعلية فكانت في يد حفيده دهام بن الهادي، الذي اعترف به بعض العراقيين والإنكليز باسم (شيخ مشايخ شمَّر)، لكن دهام لم يسالم الإنكليز في بدء الاحتلال، بل نازعهم وعاركهم مرارا، فقصفته طائراتهم في سنة (١٣٤٠ هـ - ١٩٢٢ م) واضطرته إلى الالتجاء للأراضي الشامية (السورية) مع قسم من شمَّر التي ظلت وفية له، وأكثرها من الخرصة وأسند الإنكليز والحكومة العراقية رئاسة شمَّر في العراق إلى ابن عمه عجيل الياور على ما قدمنا، فتتألف من جراء ذلك جمع جديد من شمَّر ضمن بلاد الشام سماه الفرنسيون (شمَّر الحدود) لقربه من الحدود، وظل الشيخ دهام نافرًا من ابن عمه عجيل الياور لقيامه مكانه في العراق، إلى أن تم الصلح بينهما في مؤتمر عانة في سنة ١٣٤٤ هـ، ومؤتمر القامشلية في سنة ١٣٤٩ هـ، وتم استقرار الشيخ دهام في جنوبي شرقي قضاء القامشلية من رجلة القصروق إلى المسعوديات قرب محطة تل كوشك.
والشيخ دهام من كبار رؤساء العشائر ونبهائهم النافذين، واحد نائبي شمَّر في البرلمان السوري، وفي الحرب العالمية الثانية تذكر الإنكليز ثوراته السابقة عليهم في بدء احتلالهم العراق، فنفوه مع غيره إلى جزيرة قمران وسط البحر الأحمر، وظل فيها قرابة سنتين إلى أن عفي عنه وأعيد.
وأسماء قرى شمَّر الخرصة التابعة إلى مخفر درك جل آغا هي: جل آغا ودمير قبو وقنيطرة وكفرونة وكريفات وتل مشحن وأبو حجر وتل الهادي