يكون لدي قول وشروح تضاف إلى أقوال أولئك النسابين (١)، غير أن الحديث هنا عن قبيلة حرب، وكل تطرقي لهذه القبائل لتوضيح علاقاتها مع بني حرب.
ومُطَيْر من القبائل المقاتلة لها أيام دامية مع سُلَيْم وعُتَيْبة وحَرْب، وقد قال لي أحدهم: إنه وأباه شهدا ثلاثين غارة من بني عبد الله من مُطَيْر على البلادية وحدهم، كانت تقابل بمثلها من قبيلة البلادية.
ومن أشهر الأيام التي حدثت بين القبيلتين:
[١ - يوم السوارقية]
عدت بنو عبد الله من مُطير فقتلت أربعة أبناء لرجل واحد من البلادية، فأخذ أبو القتلى يصيح في حرب ويؤلبهم سبع سنين، فتجمع من حرب جيش لجب بقيادة أحد العسوم، فهاجم بني عبد الله في السوارقية فأحدث مذبحة ظلت أظافر الرجال تجلجل كلما هبت الرياح، وأخيرًا اتفق الجانبان على صلح على أن يوضع حد حرب بطرف السوارقية، أي أنه يقصي مُطَيْرًا من الحرَّة التي كانوا منها يسيطرون ويغيرون على حرب منها، ورغم اعتراف مطير بهذا الحد وبقائه معروفًا إلى اليوم، فإن حربًا لم تستول فعليًا على تلك الديار، وفي هذه الموقعة يقول أحد البلادية:
أنت حدك زار وأنا حدي مدوّر ووادي اللصاف
حدودنا القدمية
وليس هذا شعرًا بالمعنى المعروف في أوزان البادية، ولكن الرواة يستشهدون به، ويقولون: الشاهد لا يخضع للنقد، خاصة إذا أتى بأسماء أعلام.