والموضعان بعيدان عن عماية، فهل المعدن يسمى بالحفير وبالضبيب؟ إن التباعد بين عماية وبين بطن العُبْرى على ما حدد الهمداني موقعي المعدنين - ينفي هذا.
وموقع معدن الحفير على ما ظهر لي من كونه بقرب عماية بقرب خط العرض: ٤٥/ ٢٢ وخط الطول ٥٥/ ٤٤ تقريبًا.
[٣ - معدن الحفيرة]
يوجد معدن يسمى الحفيرة، وهو معدن قديم، ولكنه يبعد عن عماية بمسافة طويلة، حيث يقع على خط العرض: ٣٥/ ٢٢ وخط الطول: ٢٠/ ٤٢ - أي أته يقع غربًا عن عَمَاية بمسافة بعيدة، ثم إن الحَفِيْر والحَفِيْرة والحُفَيْرة من الأسماء المشتركة التي هي إلى الأوصاف أقرب منها إلى الأعلام، وتوجد مواضع كثيرة تسمى بهذه الأسماء، مثل (الحُفَيْرة) بالتصغير، وهي هجرة للدُعاجِين من عُتَيْبة، وحُفيرة ابن درْعَان من النَفْعَة من عُتَيْبة أيضًا، وهذان الموضعانَ بعيدان عن عماية.
وبقرب عماية موضع يسمى الحُفَيْرة -بلفظ التصغير- قال الأستاذ سعد بن جنيدل (١): الحُفَيْرة أُسِّست فيها هجرة لآل حُوَيْل، من آل رَوْق من قحطان، في ناحية الحصاة الشرقية حصاة ابن حُوَيْل، وقد ذكر الهمداني أن بها معدن ذهب غزيرا، وذكر معدن تِيَاس القريب منها، ويلاحظ أن الهمداني ذكر الحفير بدون هاء، وقد يكون ذلك من قبيل التحريف.
وذكر الأستاذ سعد أيضًا: الحفيرة -بصيغة التصغير- قرية في حُمْرَةِ العرض تقع جنوبًا من بلدة الرويضة، وفيها آثار مساكن قديمة. وفيما بينهما وبين قرية المغرة (المغيراء قديمًا) آثار تعدين قديم. وأضاف: الحفيرة -بصيغة التصغير-: ماء يقع شمالا غربيًا من ماء الأرَوَسَةِ جنوبًا من جبل كَرِش، غرب عرض شَمَامِ، ويحف به من الغرب بُرَقُ فيها آثار تَعدين قديم، وقديمًا كانت في بلاد بني أبي بكر بن كلاب، لكعب بن عبد اللَّه منهم. ثم أورد نقولا عن المتقدمين تتعلق بحفيرة الأغر، وقال: تبعد عن عفيف جنوبًا بـ (١٧٥) كيلا.