للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيسرع إلى معاونة الفتاة إلى أن يصل إلى شيخ سُلَيم، فإذا مد الشيخ يده لأخذ الشاة بتر يده بالسيف، وفي هذه الحالة يكون رفاقه قد أسرعوا إليه بالخيل ومن ضمنها فرسه هو.

ونفذت الخطة بدقة، فنشبت حرب بين القبيلتين استمرت سنين طويلة، دخلت بنو حرب على أثرها وادي قديد فامتدت المعارك إلى قرب الظبية، ولما طالت عليهم الحرب طلبوا التحكيم ولكن النعرة منعتهم من الاتفاق إلا على حل غريب، هو أن يستعيدوا القتال ومتى قتل أول رجل جعلوا مكانه حدًا وينتهي الحرب. فقتل رجل من بني السفر من حرب عند دقم مقابل للظبية شمالًا فوضع حدًا وسمي (دقم السفري).

[٢ - يوم لفت]

ويعرف في رواية حرب بـ (مقتلة الفيت): في القرن الرابع تقريبًا كانت بنو حرب قد احتلت قديدًا (١)، ثم تطلعت إلى وادي أمج الخصيب، فحشدت بنو سُلَيْم لمنع حرب من الوصول إلى خُليص، فتجمعت في لفت فسدته، فأخذ حرب العطش فتقهقرت أول النهار، ثم عادت من طريق الأخرم - نقب في حرة خليص - فطوقت بني سُلَيْم ووصلت إلى الماء فاحتلت الوادي.

[٣ - يوم الملاقي]

ملتقى مسرين نشب نزاع بين قبيلتي سُلَيْم وحرب على الحدود في هذه الجهة، فتحاشدوا، وتواقعوا عند ملتقى مِسْرَين، وفي ذلك يقول شاعر سُلَيْم:

أنا اللي هاضني وأطري علي بالي … نهار في ملاقي مسر يطرونه

نهارُ زبيد جونا جمع هيّالي … على الركبان والمزري (٢) يشيلونه


(١) ليست لدينا مصادر لتحديد التأريخ، ولكن تسلسل الحوادث يفرض هذا استخلاصًا.
(٢) المزري: التعب.

<<  <  ج: ص:  >  >>