للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنصور بمساعدة ابن أبي حفص على الميورقي نقل أشياعه من الهلالية إلى المغرب الأقصى (المملكة المغربية) من بينهم جُشَم ومن خالطهم من المنْتَفَق من عُقيْل (١) وأسكنهم بتامسنا البسيط الأفيح وهو ما بين سلا ومراكشى في أوسط بلاد المغرب الأقصى فاستقروا هنالك، وبعد زوال دولة الموحدين غلبوا على الدولة واعتزوا لقرب عهدهم بالبداوة وأكثروا الفساد، ولما اقتحم بنومرين بلاد المغرب على الموحدين لم تكن حامية أشد بأسًا منهم هم ورياح الهلالية، وقد صمدوا للقتال في معارك ضارية مع بني مرين ثم استكانوا ومالوا إلى التحضُّر مع مرور الزمن، وصاروا من القبائل الغارمة لدفع الجباية للدولة.

وذكر ابن خلدون الخُلَّط في عداد جُشم بن بكر بن هوازن بن منصور؛ وقال: هم بنو المنتفق من عامر بن عُقيل بن كعب من عامر بن صعصعة من هوارن أيضًا.

كما ذكر أن الخُلَّط مع قبائل سفيان وبنو جابر من جُشَم منهم في بلاد المغرب الأقصى.

وأضاف ابن خلدون أن رئاسة جُشَم في بني مهلهل، والرئاسة في سفيان لأولاد جرمون، والرئاسة في جابر في ورديقة أو ورديفة.

وذكر في ص ٦٧ من ج ٦ عن ورديقة أنه يزعم كثير من الناس أن ورديقة من سدراتة من البربر وليسو من جابر بن جُشم، وقال عن سفيان: فهم حيّا حلو، بأطراف تامسنا مما يلي أسفي بالمغرب الأقصى، ومنهم الحرث والكلابية وأولاد مطاع من الحرث.

[العاصم ومقدم من هلال بن عامر]

وهي من بطون الأُثبج من هلال الذين نفاهم الموحدون إلى المغرب ونزلوا تامسنا، وكانت لهم عزة وعلياء إلا جُشَم أعز منهم لمكان الكثرة، وكان موطنهم بسيط تامسنا وقد دثروا أو تفرقوا في القبائل ببلاد المغرب الأقصى.


(١) من عُقيل (الخُلَّط من المنتفق) سيأتي ذكرهم من قبائل المغرب، ومن المعروف أن المنتفق قبائل كبيرة حتى الوقت الحاضر في نواحي البصرة جنوب العراق، ويجاورهم إخوتهم قبائل عُبادة بن عُقَيل ومنهم الأخايل في الديار العراقية.
وذكر ابن خلدون أن تسميتهم في المغرب بالخُلَّط لأنهم اختلطوا مع جُشم من هوازن في شمالي إفريقيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>