بتاريخ ٣ ذو القعدة عام ٩٤٩ هـ حدثت المعركة بين الصوالحة وبين النفيعات وحلفائهم العليقات في قلعة الطور قرب وادي الحمام، وشهد فيها شهود عيان وهم الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم من عرب العايد وهو مشرف على قافلة الحجاج كما هو مُتّبع من زمن كبير أن الإشراف (١) على الحجاج من قبيلة العايد من جُذام القحطانية، كما شهد شاهد عيان آخر وهو محمد الدميري محمد دنين رئيس محكمة شرعية بمصر وكان يؤدي فريضة الحج.
وقال الشيخ يوسف بن أحمد العايدي: وأرسلنا رسولًا يبلغ قبائل بلاد الطور ليحضروا على حسب العادة لنقل الحجاج المصريين وحضر الشيخ عودة بن ربيع بن أحمد شيخ النفيعات ومن دخل معهم من العليقات وقتئذ وسألناه عن الشيخ سالم بن موسى بن قديِّم وعرف بجده قويضي شيخ قبائل الطور عمومي منذ عام ٨٠٠ هـ، كما ذكر في أول وثائق دير سانت كاترين فقال الشيخ عودة بن ربيع النفيعي: إن الشيخ سالم بن قويضي غير موجود عندما أتى رسولكم ليقابلنا وقد حضرنا جميعًا نحن قبائل الطوَّرة، وأما الشيخ سالم بن قويضي سيأتي قريبًا أو يقابلنا في الطريق.
فقال الشيخ يوسف - كما يروي في الوثيقة: وصدَّقت قول الشيخ عودة بن ربيع النفيعي لأنه لم يبلغ الشيخ سالم بن موسى بن قويضي من الصوالحة، وأضاف: سرنا على بركة الله بقافلة الحجاج وكان عددهم مائة وثلاثة وتسعين حاجًا، وكان احتياج الحجاج من الإبل لنقلهم وحمل أمتعتهم حوالي أربعمائة. بعير من الإبل، ووجدت معنا في القافلة عدد رجال أكثر من احتياج القافلة، وبمرورنا لاحظت الشيخ عودة بن ربيع النفيعي يدور بمدولات غريبة ومستمرة وكان مرورنا على الطريق الساحلي أي المرور على وادي الطور وبيَّتنا في قلعة الحمام قرب وادي الطور.
(١) الإشراف هنا تكليف من سلاطين مصر منذ القرن السادس الهجري لقبيلة العايد الجُذامية من القحطانية، وظل هذا متتابعًا حتى عهد محمد علي باشا وأحفاده في القرن التاسع عشر للميلاد.