للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليمن كانوا إذا باتوا بها خرج في الليل من يطرح جمر النار ويدعو ببعض من يعرف من السفر فيخبره عن أهله وعن أشياء يعرفها وينكر صوته، والأصل في ذلك أن بعض من كان قبلنا قد نظروا بها الغول، والغيلان من الوحش المستشنع وكذلك العدار والهذلول الذئب يسمى بذلك لهذلانه".

وأقول: الربضات لازالت تعرف باسمها اليوم وهي هضبة حمراء مستطيلة تدعى حشة الربضات وبها أماكن أثرية وقبور قديمة، تقع غربا من وادي هرجاب الخضراء عندما يطلق عليه المسيرق على بعد خمسة أميال، وعليها بعض الكتابات غير الواضحة، ويقول أهل هرجاب: إنه كان فيها كنز وقد أتى أحد الأجانب وبحث عنه فعثر عليه مدفونا بين صخرتين، وأخذه.

[العبلاء]

قال البكري: "بفتح أوله وإسكان ثانية، وهي لخثعم، وهناك كان ذو الخلصة بيتهم الذي كانوا يحجونه" (١).

وقال ياقوت: "العبلاء وقيل العبلات: بلدة كانت لخثعم بها كان ذو الخلصة بيت صنم، وهي من أرض تبالة" (٢)، ولازالت العبلاء تحمل اسمها إلى اليوم، وهي جبل أبيض يقع في بلاد أكلب في أعلى وادي رنية، وأصبح الاسم يشمل ما جاور هذا الجبل من الأماكن الأثرية القديمة. وكان فيها سوق جاهلي استمر إلى صدر الإسلام وحسب ما اتضح لي أنه يقع في الجهة الشرقية من الجبل ويحده من الجنوب جبل جهل ومن المغرب جبل العبء، ومن الشرق مسيل واد ولازالت آثاره بادية للناظر ويحيط بة قرى متهدمة، وكان فيها منجم قديم، وقال أبو عمرو: "العبلاء معدن الصفر في بلاد قيس" (٣)، ومما يدل على أنها كانت منجما وجود ثلاثة آبار منحوتة في قمة الجبل يصل عمق إحداها إلى ثمانين مترا؛ وذلك لاستخراج المعادن منها ولازالت آثار الحريق والتعدين بارزة للعيان إلى وقتنا الحاضر، كما يوجد بها "رحى" كبيرة عرضها متر وطولها متر.


(١) معجم ما استعجم، ج ٢، ص ٩١٨
(٢) معجم البلدان، ج ٤، ص ٨
(٣) المصدر نفسه، ج ٤، ص ٨

<<  <  ج: ص:  >  >>