قلت: وحرَّة العويرض تقع في منطقة تبوك شمال غرب المملكة العربية السعودية، وهنا يتضح لنا أن الذي قاد الرشايدة هو مبارك المسيلم "عقيد القوم" وأما أخوه سالم هو أمير الرشايدة.
[شالع الباب]
وهو لقب الأمير الحالي أبو جاسم محمد بن مفرج بن عاصي المسيلم شيخ الرشايدة بالكويت، وشالع الباب أي كسر أو ألغي باب المجلس الخاص بالضيوف وقد اشتهر باللقب في جزيرة العرب، وهذا لقب فخري دليل الكرم والجود.
وقصة ذلك أن جاء (شايب) أي رجل مسن من أهل الجنوب بالسعودية إلى الكويت وقصد ديوان أبو جاسم محمد بن مفرج بن عاصي لحاجة يبتغيها منه، وكان الديوان له باب ويضعون صخرة خلفه أثناء القفل، فلما وجد الضيف الباب مغلق جلس تحت شجرة كانت بجانب الديوان يستظل بها حتى يحضر صاحب الديوان، فلما حضر الشيخ محمد بن مفرج سأله من يكون ولماذا هو جالس هكذا أمام الديوان، قال له: طَقّيت أي دقيت الباب ولم يفتح أحد لي. قال وماذا تريد من صاحب الديوان؟ قال: أريد ابن صاحب الديوان لأنَّ لي علاقة بجده ووالده من زمن. فأجاب الشيخ قال له: انتظرني حتى أنادي لك صاحب الديوان (يعني نفسه) لأنَّ الرجل لا يعرفه حتى هذه اللحظة.
وثارت في نفسه ثورة الغضب لما وجد أن ضيفه هكذا جلس أمام ديوانه بدون ترحيب فقرر على الفور شلع باب ديوانه أي إزالته نهائيًا وفعلًا أحضر حدادًا وأمره بخلع الباب من الديوان وأقسم أن يترك الديوان مفتوحًا ليلًا ونهارًا لا يصد عنه ضيف أو غريب من قريب أو بعيد ولا سائل ولا عابر سبيل، وما زال ديوانه على هذا الحال، وقد اعتبرت منقبة له بين القبائل العربية وتداولت النّاس قصته، وجعلوا رمزًا للكرم والجود في هذا العصر.
وقد قيلت قصائد عديدة نورد منها أبيات شعرية وهي للشاعر سعد الفعم الرشيدي: