للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجمعهم عليه وجعله يمارس سلطته قبل بدء الثورة بزمن يكفي للإلمام بنفسيات وشئون هذه القبائل، وفي التاسع من شعبان سنة ١٣٣٤ هـ ١٠ حزيران ريونية ١٩١٦ م أطلق الحسين رصاصته المشهورة إيذانًا ببدء الثورة، وفي العاشر من تموز يولية هاجم الشريف محسن جدة بقوة يبلغ عددها أربعة آلاف محارب وهم طبعًا من حرب، وعاونه في ذلك بوارج إنجليزية، وفي ١٦ تموز يولية أي بعد ٣٧ يومًا من بدء الثورة سلمت حامية جدة، وكان عدد العسكريين الذي استسلموا ١٣٤٦ جنديًا و ٤٧ ضابطًا (١).

[أول نصر للثورة العربية الكبرى على يد حرب]

وكان أول انتصار ناله العرب في جدة، وتحول العرب على الأثر إلى الحامية التركية في مكة المعتصمة في قلعة (جياد) فصوبوا إلى القلعة المدافع التي غنموها في جدة (٢).

[قبيلة حرب كانت العمود الفقري للثورة العربية]

والحقيقة أن هذه القبيلة كانت بمثابة العمود الفقري للثورة العربية الكبرى. فقد قال لي من اشترك من الثورة من غير حرب: لقد كنا نرى المخيم والمخيمين لا يخالط حربًا فيها مخالط. ولقد كان كثير من الغزوات يتكون جميع أفرادها من هذه القبيلة وقد استمرت تغذي الثورة وتنافح عنها وتسندها إلى أن دخل أبناؤها دمشق واستوطن كثير منهم في عمان ودمشق وكثير من قرى الشام. ولو أن حربًا وقفت في طريق الثورة لأخرتها كثيرًا ولربما قتلتها في مهدها، ولكن هذه القبيلة أخلصت للثورة حتى أنها لم تلتفت لأحد أشياخها وهو حسين بن مبيريك شيخ


(١) الحرب العالمية الأولى ج ٣ ص ٩١، ٩٢.
(٢) الحرب العالمية الأولى ج ٣ ص ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>