بكيت على زيد ولم أدر ما فعل … أحيٌّ فيرجى أم أتى دونه الأجل فوالله ما أدري وإني لسائل … أغالك بعدي السهل أم أغالك الجبل ويا ليت شعري هل لك الدهر أوبةٌ … فحسبي من الدنيا رجوعك في بجل تذكرنيه الشمس عند طلوعها … وتعرض ذكراه إذا غربها أفل وإن هبت الأرواح هيّجن ذكره … فيا طول ما حزني عليه وما وجل سأعمل نص العيس في الأرض جاهدًا … ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل حياتي أو تأتي عليّ منيتي … فكل امرئٍ فان وإن غره الأمل بجل: بمعنى حسب، والنص: أرفع السير فلما بلغ زيدًا قول أبيه قال: أحن إلى أهلي وإن كنت نائيا … بأني قعيد البيت عند المشاعر فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم … ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر فإني بحمد الله في خير أسرة … كرام معد كابرًا عن كابر فبلغ ذلك أباه فجاء هو وعمه كعب حتى وقفا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة وذلك قبل الإسلام، فقال له: يا ابن عبد المطلب، با ابن سيد قومه، أنتم جيران الله، تفكون العاني - الأسير - وتطعمون الجائع، وقد جئناك في ابننا عبدك، فتحسن إلينا في فدائه، فقال: أو غير ذلك؟ أدعوه وأخيّره فإن اختاركم فذاك، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني أحدًا، فقالا له: قد زدت على النَّصف، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما جاء قال: من هذان؟ فقال: هذا أبي وهذا عمي، فقال: قد خيرتك إن شئت ذهبت معهما وإن شئت أقمت معي فقال: بل أقيم معك، فقال له أبوه: يا زيد أتختار العبودية على أبيك وأمك وبلدك وقومك؟! فقال: إني قد رأيت من هذا الرجل شيئًا وما أنا بالذي أفارقه أبدًا!، فعند ذلك أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وقام به إلى الملأ =