للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(خلاصة التحليل التاريخي عن نسب الشرارات لبني كلب)]

ذكر الأستاذ عبد الله النواق ص ٨٩ في كتابه عن الشرارات: تنتسب قبيلة الشرارات إلى بني كلب وذلك ثابت ومتوارث لدى كافة هذه القبيلة، وبنو كلب هي القبيلة التي كانت منازلها هي منازل قبيلة الشرارات الحالية كما أكدته جميع المصادر التاريخية. . . وحين قيام الدولة الإسلامية الأولى برز منهم صحابة أجلاء كان لهم شرف السبق إلى الإسلام ومصاحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كالقائد المسلم أسامة بن زيد، وأبيه زيد بن حارثة الكلبي (*) الذي استشهد بمعركة مؤتة، ودحُيّة بن


(*) ضرب زيد بن حارثة - رضي الله عنه - أروع الأمثلة في حبه الصادق لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشدة تعلقه به، وفضّل العيش إلى جانب النبي - صلى الله عليه وسلم - على المقام عند أهله وبين قومه وعشيرته، وكان من أمره أن استَرقّ وهو ابن ثمانية أعوام فباعوه بسوق حباشة وهي من أسواق العرب، وقدم حكيم بن حزام بن خويلد من الشام ضمن مجموعة من الأرقاء، فدخلت عليه عمته خديجة وهي يومئذ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: اختاري يا عمة أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك، فاختارت زيدًا فأخذته، فرآه الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندها فاستوهبه منها فوهبته له، وكان أبوه حارثة قد جزع عليه جزعًا شديدًا وبكى عليه حين فقده فقال:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل … أحيٌّ فيرجى أم أتى دونه الأجل
فوالله ما أدري وإني لسائل … أغالك بعدي السهل أم أغالك الجبل
ويا ليت شعري هل لك الدهر أوبةٌ … فحسبي من الدنيا رجوعك في بجل
تذكرنيه الشمس عند طلوعها … وتعرض ذكراه إذا غربها أفل
وإن هبت الأرواح هيّجن ذكره … فيا طول ما حزني عليه وما وجل
سأعمل نص العيس في الأرض جاهدًا … ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
حياتي أو تأتي عليّ منيتي … فكل امرئٍ فان وإن غره الأمل
بجل: بمعنى حسب، والنص: أرفع السير
فلما بلغ زيدًا قول أبيه قال:
أحن إلى أهلي وإن كنت نائيا … بأني قعيد البيت عند المشاعر
فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم … ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
فإني بحمد الله في خير أسرة … كرام معد كابرًا عن كابر
فبلغ ذلك أباه فجاء هو وعمه كعب حتى وقفا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة وذلك قبل الإسلام، فقال له: يا ابن عبد المطلب، با ابن سيد قومه، أنتم جيران الله، تفكون العاني - الأسير - وتطعمون الجائع، وقد جئناك في ابننا عبدك، فتحسن إلينا في فدائه، فقال: أو غير ذلك؟ أدعوه وأخيّره فإن اختاركم فذاك، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني أحدًا، فقالا له: قد زدت على النَّصف، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما جاء قال: من هذان؟ فقال: هذا أبي وهذا عمي، فقال: قد خيرتك إن شئت ذهبت معهما وإن شئت أقمت معي فقال: بل أقيم معك، فقال له أبوه: يا زيد أتختار العبودية على أبيك وأمك وبلدك وقومك؟! فقال: إني قد رأيت من هذا الرجل شيئًا وما أنا بالذي أفارقه أبدًا!، فعند ذلك أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وقام به إلى الملأ =

<<  <  ج: ص:  >  >>