للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا، ولأسد بن الفرات عدة تراجم في كتاب التاريخ والفقه، ومن هذه الكتب: (طبقات علماء إفريقية وتونس) - لمحمد بن أحمد بن تميم القيرواني المتوفي سنة ٣٣٣ هـ بعد وفاة أسد بن الفرات بمائة وعشرين عامًا فقط.

عُزَيْزَة (أو) عُزَيْزَة بن قطَّاب السُّلَمي

كان المقدم على بني سُلَيْم، إبان غزو القائد التركي (بغَا) لهم من بغداد وهم في بلادهم الأصلية، وذلك إنفاذًا لأمر الخليفة العباسي "الواثق بالله". وكان بنو سُلَيْم قد عاثوا في الأرض، وأغاروا على جيرانهم من باهلة إحدى قبائل قيس عَيْلان وبني كِنَانة بميناء الجار: (البُريكة) - الذي كان ميناء المدينة قبل "ينبع البحر" وأوقعوا بهم على ما فصلناه في فصل: (دور بني سُلَيْم في الأحداث العربية والإسلامية).

كان عزيرة أو عُزيزة مقدم بني سُلَيْم، وكان بطلًا مغوارًا وفارسًا صنديدًا لا يُشق له غبار، وكان يحمل على الجيش الذي يقوده بُغَا ويرتجز ويقول:

لابد من زحم وإن ضاق الباب … إني أنا عُزيزة بن قطَّاب

لَلْمَوتُ خيرٌ للفتى مِنَ الْعَابْ

وظل يقاتل إلى أن قُتل، وصُلب بسنة ٢٣٠ هـ (١).

ومن شعره:

لقد رعتموني يوم ذي الغار روعة … بأخبار سوء دونهن مشيبي

نعيتم فتى قيس بن عَيْلان غدوة … وفارسها تنعونه لحبيب

وقد اختُلف في تحرير اسم هذا البطل السُّلَمي، ففي النجوم الزاهرة ورد هكذا (عُزيرة)، وفي الطبري كذلك، كما ورد أيضًا هكذا (غزيرة وغديرة وغويرة)، ولابُدَّ أن تقارب الحروف أوجد هذا الاختلاف في اسمه (٢).


(١) قمنا برحلة إلى البريكة من جدة مرتين، وقد تأكد لدينا أن ميناء الجار الذي كان يُمّون المدينة من البحر هو هذه (البريكة) لا الرايس المجاور لها، وقد نشرنا بحثًا مسهبًا عن الرحلة وعن ميناء الجار المعروف حاليًا باسم (البريكة) في مجلة المنهل بعدد جمادي الأولى "الخاص" سنة ١٣٩١ هـ - ١٩٧١ م، فراجعه فيه إن شئت.
(٢) النجوم الزاهرة، ص ٢٥١ و ٢٥٨، الجزء الثاني وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>