للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باهلة وبكر بن وائل]

ولباهلة مع قبيلة بكر بين وائل مجاولات ومصاولات، ولكن المؤلفات التي بين أيدينا لا تمدنا إلا بإشارات موجزة؛ من ذلك ما جاء في كتاب "فرحة الأديب" ونصه (١): قال ابن السيرافي: قال سيبويه في باب المصادر: قال المرار:

لقَدْ عَلِمَتْ أُوْلَى المُغِيرات أَنَّنِي … كَرَرْتُ فَلَمْ أَنْكَلْ عَنِ الضَّرْبِ مَسْمَعَا

قال ابن السيرافي: وجدت في هذا الباب بيتًا منسوبًا إلى المرار، ورأيته في شعر مالك بن زغبة الباهلي، وكان بنو ضبيعة قد أغارت على باهلة فلحقتهم باهلة وهزمتهم:

قال س (٢): هذا موضع المثل:

وَهَلْ يَشْفِيَن النَّفْسَ مِنْ سَقَمٍ بِهَا … غِنَاءٌ إِذَا مَا فَارَقَتْ وَرُكُوبُ

لا يكاد يشفي المستفيد ما ذكره ابن السيرافي سيما والقليل الذي ذكره مختل، والبيت لمالك بن زغبة الباهلي، يعني مسمع بن شيبان أحد بني قيس بن ثعلبة، وكان خرج هو وابن كَدْرَاء الذهلي يطلبان بدماء من قتلته باهلة من بكر بن وائل، يوم قُتِل أبو الأعشى بن جندل، فبلغ ذلك باهلة فلقوهم، فاقتتلوا قتالا شديدًا، فانهزمت بنو قيس ومن كان معها من بني ذهل وضرب مسمع بن شيبان فأفلت جريحًا.

وفي "خزانة الأدب" (٣) البيت من قصيدة لمالك بن زغبة الباهلي، وبعده:

وَلَوْ أَنَّ رُمْحِي لَمْ يَخُنِّي انْكِسَارُهُ … لَغَادَرْتُ طَيْرًا تَعْتَفيْهِ وأضْبُعَا

وَفَرَّ ابْنُ كَدرَاءَ السَّدُوْسِيُّ بَعْدَمَا … تَنَاوَلَ مِنِّي فِي المَكَرَّة مَنْزَعَا

وَما كُنْتُ إِلا السَّيْف رقَّى ضَرِيْبَةً … فَقطَّعَها ثُمَّ انْثَنَى فَتَقَطَّعَا

وإِنِّي لأُعْدِى الخَيْلَ تَعْثُرُ بِالقَنَا … حِفَاظًا عَلَى المَوْلَى الحِرِيْدِ لِيَمْنَعَا

وَنَحْنُ جَنَبْنَا الخَيْلَ مِنْ سَرْوِ حِمْيَرٍ … إِلَى أَنْ وَطَئْنَا أَرْضَ خَثْعَمَ نُزَّعَا


(١) ٣٠.
(٢) أي الأسود الأعرابي مؤلف كتاب "فرحة الأديب".
(٣) ٧/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>