للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقتل مالك بن رومي]

وفي سنة (٩١٣ هـ) وصل الشريف بركات إلى جبل الروحاء بالقرب من المدينة وقتل مالك بن رومي الزبيدي الذي كان سببًا في نهب مكة، وقَتل أولاده الثلاثة: معوض وقادم وداغر وأخاه مشهون بن رومي وطائفة كثيرة منهم ومن أتباعهم من ذوي روايا وذوي جماعة (١)، وفرح الناس بقتلهم وطيف برءوسهم في البلاد وأرسل بها إلى مصر فنصبت على أبواب سورها، وكانت حجة هنيئة، وطابت الخواطر واطمأنت القلوب. وبعد سنتين من ذلك أرسل الشريف بركات السيد عرارًا بن عجل بهدية كبيرة إلى سلطان مصر، فاحتفى به السلطان وأقسم له أنه راض عن الشريف بركات رضًا تامًا وخاصة لما وصلت إليه رءوس زبيد ومن معهم لخروجهم على الحاج وقتلهم ونهبهم المرة تلو المرة.

وفي هذه الوقعة يقول شهاب الدين أحمد بن الحسين العليف الملقب شاعر البطحاء.

ذُرى العز ما قامت عليه الممالك … وما شيدته المرهفات البواتك

وما أعتقت فيه الفوارس في الوغى … وما صافحت فيه الصفاح النيازك

إلى أن يقول:

أرادت زبيدٌ في جنابك دولةً … فضلت بها أوهامُها والشَّكَائِكُ (٢)

وقد تقدم معنا أن مالكًا ناصر جازان ضد بركات سنة (٩٠٧ هـ) وهدد بركات بالسيف، وهكذا حفظها بركات حتى آلت إليه إمارة مكة ففتك بخصمه فتكًا ذريعًا ومن ذلك التأريخ بدأ دور العسوم يتضاءل تدريجيًا وسوف نفرد لهم بندًا عند الحديث عن بيوت الإمارة في حرب.


(١) ذوو روايا غير معروفين اليوم.
(٢) "سمط النجوم العوالي" ج ٤ ص (٣٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>