للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشاعر الفارس/ مبارك المغرز آل نابت المري:

يوم على (عطسه) قليلٍ مشيله … وأنا أحمده نصر الشيب فيه ثاير

يوم اتجهنا فوق حد النثيله … حل البلاء فيهم وجات الحشاير (١)

كلم واحد منهم ترّبنا (٢) جديله … بمصقّلات من الأحفاء دثاير

كله لعين بوقرون جثيله … ولا لعين غارزات العشاير (٣)

[شبهتم حشو مع السوق مجلوب]

غزا المناصير مكتملي العدد والعدة على آل مرة، على بئر (عطسه) والمعلوم أن عطسه تقع غربا من بئر عزيز، والأخيرة تقع في الجنوب الشرقي من ندقان بمسافة تبلغ ١٠ كم، وأثناء سير المناصير قاصدين آل نابت، وجدوا رجلا من آل نابت فقبضوه (قبيض) وأجبروه أن يدلهم على العرب، فخدعهم بأن سلك بهم طريقًا آخر، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد رأوا إبلا قاصدة الماء تسير عكس اتجاههم فعلموا أنه خدعهم فرجعوا على أثر الإبل ولكن لم يعد الوقت من صالحهم، فقد وصلوا وقت الظهيرة وقد أخذ العطش منهم مأخذه، وكانت (عطسه) عبارة عن بئرين إحداهما في الجنوب والأخرى في الشمال، وكانوا قد وصلوا للبئر الجنوبية وكان فيها مايح (٤) وكان كثرة آل نابت على البئر الشمالية، فصاح الصايح من البئر الجنوبية، وكانت امرأة قد جلست على إحدى الكثبان الرملية المرتفعة وتصيح وتحمس الرجال، كان أحد آل نابت في قاع البئر (مائحا) أي يملأ (القلوص) جمع دلو - بالماء، وذلك لقلة الماء في البئر، وكان اسمه (فرج بن فريج)، فعمدت أمه بأن ألقت (جنبيته) (٥) عليه في البئر، وما كان من نساء آل نابت بعد أن التحم رجالهم في القوم إلا أن قاموا بإفراغ (القرب) (٦) من الماء في الأرض حتى لا يشرب منها المناصير، وقام (فرج بن


(١) جات الحشاير: حلت المذبحة في القوم المعادين.
(٢) تربّنا: مشتقة من كلمة (تراب) أى أنهم يوقعون روس المعادين بالأرض.
(٣) غارزات العشاير: الإبل.
(٤) مايح: وهو من ينزل في البئر يملي الدلو عندما يشرف ماؤها أن ينضب.
(٥) جنبتيه: خنجره.
(٦) القرب: جمع قربه.

<<  <  ج: ص:  >  >>