للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مبلغ جذمي بأني مقتول … يا رب نهب قد حويت عثكول

ورب قرن قد تركت مجدول

قال أنس للشبل: إن شئت كفيتك القوم واكفني الرجل وإن شئت اكفني القوم وأكفك الرجل. قال: بل أكفيك القوم فشد أنس على السليك فقتله، وقتل شبل أصحابه (١).

وقال أبو عبيدة: "حدثني المنتجع بن نبهان قال: كان السليك يعطي عبد الملك بن مويلك الخثعمي إتاوة من غنائمه على أنَّ يجيره فيتجاوز بلاد خَثْعم إلى من وراءهم من أهل اليمن فيغير عليهم، فمر قافلا من غزوة فإذا بيت من خَثْعم أهله خلوف وفيه امرأة شابة فسألها عن الحي فأخبرته فتسنمها؛ أي علاها ثم جلس حجرة، ثم التقم الحجة فبادرت إلى الماء فأخبرت القوم فركب أنس بن مدرك الخثعمي في طلبه ولحقه وقتله فقال عبد الملك: والله لأقتلن قاتله أو ليدينه فقال أنس: والله لا أديه ولا كرامة ولو طلب في ديته عقالا لما أعطيته وقال في ذلك:

إني وقتلي سليكا ثم أعقله … كالثور يُضرب لما عاقت البقر

غضبت للمرء إذ غُشَيتْ حليلته … وإذ يشد على وجعائها الثفر

إني لتارك هامات بمجزرة … لا يزدهيني سواد الليل والقمر

أغشي الحروب وسربالي مضاعفة … تغشى البنان وسيفي صارم ذكر (٢)

وهذه الرواية أقرب إلى الحقيقة من الأولى.

[أخبارهم مع صعاليك فهم]

ومن أخبار خَثْعم مع صعاليك فهم الشيء الكثير، قال صاحب الأغاني (٣): فلما انقضت الأشهر الحرم خرج تأبط والمسيب بن كلاب في ستة نفر يريدون الغارة على بجيلة، والأخذ بثأر صاحبيهم عمرو بن كلاب وسعد بن الأشرس،


(١) أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج ٢٠، ص ٤٠.
(٢) المصدر نفسه، ج ٢٠، ص ٤٠١.
(٣) أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج ٢٠، ص ١٦٩ - ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>