للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن اللَّه رب الناس فرد … تعالى جده عن كل جد

وأن محمدًا عبد رسول … دليل هدى وموضح كل رشد

وأن اللَّه جلله بهاء … وأعلى جده في كل جد (١)

ثم عاد الطفيل إلى زهران، ودعا أهل بيته إلى الإسلام فأسلموا ثم دعا قومه فتباطأوا عليه، فعاد إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال له: "يا نبي اللَّه إنه قد غلبني على دوس الزنى فادع اللَّه عليهم، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: اللهم اهد دوسا. ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم" فعاد الطفيل إليهم ودعاهم إلى الإسلام فأسلم كثير منهم، وقدم معه إلى المدينة المنورة سبعون أو ثمانون أهل بيت، وفيهم أبو هريرة (رضي اللَّه عنه) وعبد اللَّه بن أزهر، وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- آنذاك في غزوة خيبر، فيقال أنه قسم لهم من غنيمتها (٢) ثم صحبهم معه وأنزلهم حرَّة الدجاج. وقد قال أبو هريرة في هجرته تلك:

يا طولها من ليلة وعناءها … على أنها من بلدة الكفر نجت

ولما أحرق الطفيل بن عمرو الدوسي ذا الكفين صنم عمرو بن حممة الدوسي اتضح لرجال زهران طريق الحق، وأيقنوا أن الأصنام لا تملك أن تدافع عن نفسها فأسلموا جميعًا (٣) وانضم كثير منهم إلى جيوش رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد فتح مكة (٤) وشاركوا إخوانهم المسلمين في معظم الحروب الإسلامية إن لم تكن جميعها.

[مشاهير رجال زهران في الجاهلية والإسلام وأهم أعمالهم]

برز من زهران رجال كثيرون اشتهروا بالكرم والشجاعة والعلم والأدب والحكمة والملك العريض، فكان منهم الملك المهيب، والقائد الباسل والصحابي الجليل، والخطيب اللامع، والراوية الموثوق في روايته، والشاعر المجيد.


(١) ابن حجر العسقلاني - الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٢ - ص ٢١٦.
(٢) ابن سعد الطبقات الكبرى - المجلد الأول - ص ٣٥٣.
(٣) ابن الجوزي جمال الدين - صفوة الصفوه - ج ١ - ص ٢٤٦.
(٤) محمد حسين هيكل - حياة محمد - ص ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>