للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمالية والجنوبية، وبعد أن يجتاز الوادي أربع قرايا تصبح وضفتية القرى من بعد ذلك مختلفة، بحيث يمكن حساب أن القرى واقعة على الضفة اليمنى الجنوبية للوادي وعلى الضفة اليسرى الشمالية والقرايا التي على الضفة على الضفة اليمني أقل من القرايا التي على الضفة اليسرى، فالأولى تبلغ عشر قرايا ولكن الثانية تزيد عن العشرين، ويبلغ طول الوادي من علوه عند قرية الموفجة إلى منتهاه وراء قريا المذنب المعروفة ببلاد ابن منجم أكثر من يوم للسائر المستعجل ويمتد بعد ذلك مسافة يوم آخر في مواضع خالية من المياه إلا في موضعين أو ثلاثة فيها آبار يستقي منها الرعاة إلى أن ينتهي مجرى الوادي عند عرق رملي أسمه عرق المهرة، بقرب المنقع أي المكان الذي تتجمع فيه فضلات سيول الوادي بين الرمال الكثيفة.

أما ارتفاع نجران عن سطح البحر فإني لم استطع تحقيقه، غير أنني قياسا على ما علمته من أن بلاد نجران هي بلاد البعير والنخيل وعلى ما اختبرته بنفي من أن بلاد عسير لا يعيش فيها النخيل لشدة البرد أيام الشتاء، بينما هو يعيش بنجاح في بلاد خيبر (١) التي ترتفع عن سطح البحر ٨٠٠٠ قدم، فإنني أحسب أن ارتفاع علو نجران مثل ارتفاع خيبر.

[القرى العامرة]

يبلغ عدد القرايا الكبيرة والصغيرة في وادي نجران نحو من خمس وثلاثين قرية سأذكر فيما يأتي مبتدئا بها حسب ترتيبها من أعلى الوادي متجها إلى جهة مصبه وقبل سرد أسماء القرى هذه أحب أن أبين أن عدد البيوت التي ذكرتها إلى جانب اسم كل قرية يقصد به البيوت الكبيرة التي تسمى حصونا، وهي نوع من البناء على أطرافه سور مرتفع لا يمكن الدخول منه إلى وسطه، أو إلى البناء المرتفع إلا من باب صغير محكم، ويقدم البرج عليه فلا يستطيع الدخول إلا من هو مأذون له، وأما البيوت الصغيرة، والحقيرة فلا تدخل في حسابنا هذا ولاحظ أيضا أن أهل نجران يغلب عليهم تسمية القرايا باسم العائلات التي تملكها وتسميها وطن أو حلة.


(١) خيبر الجنوب وهي غير خيبر شمال المدينة المنورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>