للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند (حفاير رخمة)، يقطنون الآن البحيرة، وسيسمخ. وسمهم المطارق وشيخهم سليمان بن عجلان ولهم أقرباء في شرق الأردن.

إنهم الآن أربع حمايل: فوايدة، ورويتبية، وحليسات، ومذاكير؛ وعددهم يقرب من السبعمائة.

[القلازين (جبارات)]

أما القلازين (١) فإنهم يزعمون أنهم حسينيون، وأنهم أتوا من الحجاز، وأنهم غادروا مكة ونزلوا "المشبة" بالقرب من غزة وكان معهم آنئذ رجل غريب عنهم ووحيد، ولذلك أطلقوا عليه لقب "الوحيدي"، ولما كان هذا من بيت شريف وكان حسن الطبع شريف الخصال شيخوه عليهم فساسهم وأحسن إدارتهم وصار في بحر مدة قصيرة شيخا لا على القلازين فحسب بل على الجبارات كلهم.

ومما تتناقله ألسن العربان في هذه الديار عن القلازين أنهم كانوا في كل عام يكلفون من قبل الحكومة التركية كما تكلف القبائل الأخرى بنقل المئونة والذخيرة التي يحتاج إليها المحمل من غزة إلى معان. وكان الشيخ يقود الحملة بصفته المسئول عنها. ويروى أنه في سنة من السنين استبدل القلازين الأرز (وقد كانوا مكلفين بنقله) بالذرة. عملوا ذلك دون أن يكون للوحيدي شيخهم أي علم بذلك. ولما وصل إلى معان ورأى الأتراك ما فعله القلازين أنَّبوه وكادوا يقضون على حياته، فقام هو من فوره وصلي ركعتين ودعا على القلازين بالشقاء؛ لأنهم سببوا له "سواد الوجه" هذا، ويقولون أن الله استجاب حقا لدعائه إذ أصيب القلازين بحريق شديد ذهب بالسواد الأعظم منهم.

كانوا قبلا عشيرة واحدة، ولكنهم انقسموا أثناء حرب "عودة وعامر" إلى قسمين: قسم التحق بالتياها، وآخر انضم إلى الجبارات، وعدد هؤلاء يقرب من الأربعمائة. وسمهم المحجن، ومنازلهم في المرشان، والنخابير، وشيخهم بركة ين الحاج سليم بن ثابت.


(١) تقدم أن ذكرت أن بعض رواتهم يذكرون نسبهم في عُتيبة من هوازن، وخاصة من هم في قبيلة التياها.

<<  <  ج: ص:  >  >>