ويرى مما ذكر أن بني مغيد أكثر قرى وأعظم عددًا، ولهم "أبها" مركز المقاطعة، ولذا فإن رياسة كافة عسير منهم.
[العادات الاجتماعية في عسير]
[الزي]
أول ما يلفت نظر الباحث في الشئون الاجتماعية لقطر من الأقطار، أزياء الأهلين، وطبائعهم من حيث الرقة والجفاء، وما إلى ذلك. أما في عسير فمن حيث أزياء الرجال فإنها لا تختلف كثيرا عن أزياء بلاد شهران التي وصفناها في القسم الأول. ومن حيث الطباع فإن أهل عسير رجالا ونساء يختلفون عن شهران ببعض المميزات التي قد تكون أثرًا من آثار البيئة والإقليم، فهم أرق طباعًا وأقرب إلى الاختلاط الأجنبي من أهل شهران، وربما كان هذا ناشئًا عن جو بلادهم وكونهم اختلطوا بالغرباء أكثر من سواهم، ويظهر أن اتخاذ أبها قاعدة لإدارة عسير وشهران هو الذي جعل أهلها أقرب إلى اقتباس عادات غيرهم وأقل تعصبًا وجفاء من سواهم.
هذا، ويمكن تقسيم عسير من حيث العادات الاجتماعية إلى قسمين: الأول، أهل عسير الذين يقطنون الربى وسفوح الجبال الشرقية حتى بلاد شهران وقحطان. والثاني، أهل عسير الذين يقطنون الربى وسفوح الغربية أي في منقلب الجبال إلى جهة تهامة، حتى إن الأهالي أنفسهم يسمون سكان هذا القسم "أهل تهامة" تمييزًا لهم عن الآخرين. فالقسم الأول أقرب إلى شهران وقحطان في عاداته منه إلى أهل عسير المقيمين في تهامة، يظهر ذلك في زيهم ولهجتهم وأحاديثهم بل في طباعهم.
والعسيري التهامي أقرب إلى رجال ألمع منه إلى بني قومه، لباسه سهل بسيط لا يشبه لباس ربيعة اليمن ولا لباس أهل أبها بل هو وسط بينهما. والنساء يلبسن فوق أثوابهن رداء كالفرو مصنوعًا من الجلود المدبوغة تربط أطرافه العليا حول العنق وتدلى بقيته على الظهر إلى ما فوق الكاهل. وهذا الرداء على نوعين: