وسيأتي الحديث عن ذلك في فصل لاحق من هذا البحث، وكذلك من الأحياء التي بدأت تنمو حي برزان وحي الزبارة وذلك في نهاية فترة حكم أسرة آل علي التي انتهت عام ١٢٥٣ هـ.
[حائل عاصمة إمارة آل رشيد وحاضرة الجبل]
حفل عدد من كتب المؤرخين والرحَّالة الأجانب في إيراد بعض من المعلومات عن إمارة آل رشيد ونشأتها وقوتها والأطوار التي مرت بها منذ قيامها عام ١٢٥٣ هـ. حتى عام ١٣٤٠ هـ وهو العام الذي استسلم فيه آخر أمير من آل رشيد للملك عبد العزيز آل سعود، وخلال هذه المدة التي قاربت التسعين سنة نمت مدينة حائل نموا مشهودا وصار لها شأن بين مدن نجد وحواضره، وذلك خلال فترة ولاية عبد الله بن رشيد المؤسس للإمارة وابنه طلال الذي ولي الحكم بعد وفاة أبيه، وقد عرفت تلك الفترة شيئًا من الاستقرار والانتعاش الاقتصادي، وقد بلغت ذروة النفوذ والاستقطاب في عهد الأمير محمد بن عبد الله آل رشيد، ومن المعروف أن إمارة آل رشيد ظلت في عهد كل من المؤسس وابنه طلال وبداية حكم محمد بن رشيد ملتزمة بالولاء والطاعة للدولة السعودية الثانية في عهد الإمام فيصل بن تركي ومن بعده أبنائه إلى أن دب الخلاف بين أبناء الإمام فيصل مما أعطى الذريعة وحفز محمد بن رشيد ببسط نفوذه على نجد كلها كما هو معروف تاريخيا، وفي فترة حكم محمد بن رشيد وجلاء آل سعود إلى الكويت أصبحت حائل العاصمة النشطة والفاعلة في نجد حتى عام ١٣١٩ هـ عندما استعاد الأمير عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل سعود الرياض وكان ذلك الفتح بداية لقيام الدولة السعودية الثالثة، التي أصبحت تحكم معظم شبه الجزيرة العربية وحملت اسم المملكة العربية السعودية، حيث كان موحدها وباني كيانها أول من نودي به ملكا من أسرة آل سعود حسب ما علمت.
ونظرة سريعة على توسع مدينة حائل في عهد إمارة آل رشيد من خلال ما دونه المؤرخون والرحَّالة، يعطي دلالة على ما كان لتلك المدينة من أهمية ومكانة فأقول:
إن النماء والازدهار لأي بلد لا يكون إلَّا في ظل الأمن ولا يتم الأمن إلَّا بمشيئه الله ثم بوجود سلطة قوية تحول دون العبث سواء من الداخل أو الخارج، والمتتبع لسيرة الأمير عبد الله بن علي بن رشيد منذ بدأ صراعه من أجل السلطة والمجد يرى فيه صورة القائد الطموح الذي يحمل نفسا أبية، فقد كان بداية