للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع النّاس، قال تشهد أنك كافر: قال: بئس الرجل أنا إن كنت عبدت الله ثمانين سنة ثم أشهد على نفسي بالكفر، قال: إذن أقتلك. قال: وإن قتلتني فوالله ما بقي من عمري إلَّا ظيم حمار (١)، وإني لأنتظر الموت صباح مساء، قال: اضربوا عنقه، فضربت عنقه. فزعموا أنه لَمْ يبق حوله قرشي ولا شامي ولا أحد إلَّا رحمه ورثي له من القتل (٢).

قلت: وهذا دليل واضح على شجاعة هذا الرجل وثباته على الحق.

[أبو جعفر محمد الخثعمي]

محدث من رواة الحديث المشهورين، ترجم له السمعاني فقال: "محمد بن حسين بن حفص بن عمر الأشناني الخثعمي الكوفي، ثقة صالح مأمون: قيل: إنه مولى الأشناني، سمع عبَّاد بن يعقوب، وعباد بن أحمد وأبو كريب محمد بن العلاء وموسى بن عبد الرَّحمن المسروقي وغيرهم، وروى عنه أبو عبد الله محمد ابن جعفر النحوي وأبو بكر محمد الباغندي وأبو عبد الله بن المحاملي وأبو عمرو السماك وأبو بكر الجعابي ومحمد بن المظفر وأبو الحسين بن البواب وغيرهم، وكان تقوم به الحجة، وكانت ولادته إحدى وعشرين ومائتين، ووفاته في صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة (٣).

[السهيلي]

هو عبد الرَّحمن السهيلي، نسبة إلى سهيل وهي قرية بالقرب من مالقه وهي مدينة بالأندلس، أما نسبه: فهو القاسم وأبو زيد عبد الرَّحمن بن الخطيب أبي محمد عبد الله بن الخطيب أبي عمر أحمد بن أبي الحسن أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح، قال الحافظ أبوالخطاب بن دحية هكذا أملي علي نسبه - الخثعمي السهيلي الإمام المشهور صاحب كتاب "الروض الأنف" في شرح سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وله كتاب "التعريف والأعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام"، وله كتاب "نتائج الفكر" ومسألة رؤية الله تعالى في المنام،


(١) أي لَمْ يبق من عمره إلَّا اليسير.
(٢) محمد أبو الفضل وآخرون "أيام العرب في الإسلام" ص ٤٧.
(٣) الأنساب ج ١، ص ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>