من القرى التي يضمها مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية قرية (نزلة عرب جُهَيْنة) وكانت تعد قديمًا من توابع قرية (زفيتة مشتول) حتى اكتملت مقوماتها كقرية مستقلة، فانفصلت عنها سنة ١٩٣٠ م.
غير أن وجود قرى تحمل اسم جُهَيْنة لا يؤكد أن جميع سكانها من سلالة هذه القبيلة، إذ قد تعيش الكثرة من العائلات الجهنية عائلات تنتمي إلى بطون من جماعات قبيلة أخرى عريقة الصلة بجهينة مثل بلِّي وحرب والعليقات وغيرها، كما أن كثيرًا من العائلات الجهنية تعيش في مدن وقرى غير تلك التي تحمل اسم جُهَيْنة، وخاصة في الصعيدين الأوسط والأعلي، ومن أمثلة ذلك عائلة (علوبة) المعروفة بمحافظة أسيوط، وقد أشار إلى هذه الحقيقة محمد علي علوبة باشا الذي أسهم بنصيب وافر في الحركة الوطنية المصرية، وعرف باهتمامه بالقضايا العربية عامة وبقضية فلسطين بوجه خاص، وتولى عدة مناصب وزارية في مصر كما عين سفيرًا لها في أكثر من دولة إسلامية، وقد تحدث عن أصل عائلته في مقاله الذي نشر بعدد سبتمبر سنة ١٩٥١ م من مجلة الهلال تحت عنوان (أنا عربي جهيني).
ويذكر علي باشا مبارك في (الخطط التوفيقية) أسماء العائلات الكبرى بمدينة طهطا فيقول: (ومنهم بيت من مشايخ عرب جُهَيْنة يسمى بيت الكشكي، وهو بيت عمدتها إلى الآن).
وفي الوقت نفسه قدمت جماعات جهنية أخرى من الجزيرة العربية تباعًا وفي عصور متأخرة واستقرت في نواح مختلفة، وعرف بعضها بأسماء البطون التي تنتمي إليها.
وبرغم تحضر الجهنيين جميعًا واستقرارهم في أنحاء البلاد، وتخليهم تمامًا عن مظاهر الحياة البدوية، وخاصة بعد إلغاء النظام القَبَلي في المحافظات غير الصحراوية سنة ١٩٦٠ م فقد ظلت تجمعهم روابط القربى والمصالح المشتركة ووحدة الذكريات.