الرتيمات أصلهم من عُقيل وهؤلاء كانت منازلهم بالبحرين، ثم تغلب عليهم بنو تغلب فغلبوهم، وطردوهم منها، فنزلوا العراق وملكوا الكوفة وبلاد الفرات وتغلبوا على الجزيرة والموصل وتلك البلاد. وظلوا كذلك حتى تغلب عليهم ملوك السلجوقيين، فرجعوا إلى البحرين حيث كانوا، وغلبوا بني تغلب فصار هؤلاء من رعاياهم. هذا ما عثرت عليه في بطون الكتب، وأما هم أنفسهم فاسمع ماذا يقولون:
"نحن "الرتيمات"، ويقال لنا (الصوايحة) نسبة لجدنا (الصايح)، وهذا أصله من شمَّر، وهناك حامولة من حمائل شمَّر تدعى (الصايح) يعيش فريق كبير منها في نجد.
الصايح خلف ثلاثة أولاد هم: زيد وحلاف ورزق. زيد خلف الزيود، وحلاف خلف الحلاف، وررق الرزيقات. وهؤلاء كلهم في بئر السبع، وهم الذين يدعون في يومنا هذا "رتيمات أبي العدوس"، الرماضين منا. والسبب في تسميتنا "الرتيمات" أنا تحالفنا مع بعضنا البعض عند شجرة "الرتمة" على أن لا يعتدي بعضنا على بعض.
كنا قبلا مالكين أكثر البلاد. "تل الملح" من أراضينا وبئر الملح لنا. وهناك في يومنا هذا حوض عليه وسم "الرتيمات"، كنا كثيري العدد، وكان قسم من جبل الخليل يدفع لنا "الخاوة"، وأما الصلح الذي تم عند "الرتمة" فإنه جرى في الظروف التالية:
قثل "أبو ماسوح" من الرتيمات رجلا من عشيرته يدعى "أبو خضرة" فرحل، ونزل هو وربعه عند الوحيدي في "وادي الصرار"، وحدث بعد ذلك أن كان فريق من نساء أبي خضرة ذاهبات إلى الرملة فنهبهن الوحيدي وسبهن لأنهن