للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت وكأني بك وقد وطئتك الخيل بحوافرها، فقتل يوم النهروان مع خوارج البصرة" (١).

[عبد الله بن قراد الخثعمي]

قائد مشهور وبطل مقدام، شارك مع المختار في حروبه ضد ابن المطيع سنة ٦٦ هـ، كما شارك مع المختار في حروبه ضد عبيد الله بن زياد سنة ٦٦ هـ ودفعه الولاء لهذا الرجل، أن يقتل أحد أمراء عبيد الله بن زياد وهو عبد الله بن حملة الخثعمي أحد أبناء قومه، كما شارك مع هذا الرجل في حروبه ضد أهل الكوفة عندما ثاروا عليه، فقد بعثه بأربعمائة فارس من قومه لصد غارات الثائرين والهجوم عليهم، وفي سنة ٦٧ هـ، أرسله المختار في مائة رجل للقضاء على شبث ابن ربعي فهرب إلى مصعب بن الزبير ولم يدركهـ.

وخلاصة القول: إن هذا الرجل كان من المخلصين للمختار الثقفي، ومن السواعد القوية التي اعتمد عليها ووثق بها، فقد كان محلة ثقته ورئيسا الشرطته (٢). وتوفي سنة ٦٧ هـ وأورد الطبري وفاته بعد أن ذكر مقتل المختار وتفرق أصحابه - وطلب عبد الله بن قراد عصا أو حديدة أو شيئًا يقاتل به فلم يجده؛ وذلك أن الندامة أدركته بعد ما دخلوا عليه وأخذوا سيفه وأخرجوه مكتوفا، فمر به عبد الرَّحمن وهو يقول:

ما كنت أخشى أن أرى أسيرًا … إن الذين خالفوا الأميرا

قد زعموا وتبروا تتبيرا

وقال عبد الرَّحمن بن محمد الأشعث: عي بذا، قدموه إليَّ أضرب عنقه، فقال له: أما إني على دين جدك الذي آمن ثم كفر، إن لَمْ أكن ضربت أباك بسيفي حتى فاض ثم قال: ادنوه مني، فأدنوه منه، فقتله فغضب عبَّاد فقال: قتلته ولم تؤمر بقتله (٣).


(١) المصدر نفسه، ج ٥، ص ٧٦.
(٢) الطبري "تاريخ الرسل والملوك" ج ٦، ص ١٠٨.
(٣) المصدر نفسه، ج ٦، ص ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>