للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إن ابن بنا قد أعطى وعدًا لرجل، وذلك الوعد بعد عام كامل من ذلك اليوم وقال له: "وعدك دور اليوم في المكان الفلاني" وقيل أنه واعده عند حواير الزكرت، ولما جاء ذلك اليوم، وبينما الرجل في الموعد المحدد (وكان الموعد جبلا) فبينما هو يرقى ذلك الجبل من جهة، كان ابن بنا يرقاه من الجهة الأخرى.

وقيل: إن له قصة مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وهو أنه ذهب من عنده ووعد الملك أن ياتيه في موعد (كذا)، ولما جاء وقت الموعد أتاه في موعده، فقال الملك عبد العزيز "هذا وعد ابن بنا" (١).

وأصبح مثلا شائعًا عند آل مرة خصوصًا، فعندما يذكر شخص ما بعدم وفائه للوعد. فيقال عنه: "وعده مهو بوعد اين بنا". وإذا أراد شخص أن يؤكد على موعد مع آخر فيقول له: "أريد وعد ابن بنا".

[مقولة (من همل أمه فلاني بالوصي) ومقولة (اصبري علي ما أصبرت عليه خيل يام)]

أقبل العقيد الغيهبان من الرملة، ومعه أربعة بيوت من ربعه فقط، وهم أخوه من أمه سعيد بن شفيع وهو من آل فهيدة وابنه شفيع وثلاثة من آل جابر ورجل من العجمان (٢)، وكانوا قاصدين الربيع، ولما اقتربوا من (المقرن) (٣) وجدوا أرضًا خصية وفيها مرعى طيب، وبما أنها لم تكن فسيحة فقد نزلوا في طرفها. فقال الغيهبان لجماعته: "سرحوا حلالكم حادر، إيلين نبور الأرض" (٤).

ولكن سعيدا نسي كلام أخيه، فسرح الإبل شرقًا، وما لبثت حتى أغار عليها قوم كثير وأخذوها فقال سعيد: "يالربع أنا طالبكم ما تلحقونها أنا حنج


(١) ولا نعلم هل هذه العبارة هي من الملك عبد العزيز في القصة الثانية، أم أنها قيلت في قصته الأولى، أختلف الرواة في ذلك.
(٢) قيل إنه من آل عرجاء وقيل آل حبيش وقيل إنه من الشواولة.
(٣) المقرن: هو ملتقى وادي العجرية مع وادي السليل، وهما يسيران متوازيان، ووادي العجرية يكون شمالي وادي السليل ويلتقيان ويكون ملتقاهما أرض منبسطة وتسمى بالفرش.
(٤) نبور الأرض: أي تقوم بالكشف لتتأكد من خلو الفلاة من القوم والمعادين، وكان الغيهبان يعلم أن الغزاة والقوم المعادين سيأتون على أثرهم، فهو يريد أن يكونوا من قبل القوم وليس الحلال، ولعلمه بأن الأرض (القافرة) مرمى للغزاه دائمًا والذين يبحثون عن الطمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>