للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ديار حرب]

كانت ديار حرب الأصلية في اليمن حول صعدة، فحدثت حروب طاحنة بينهم وبين بني عمهم الربيعة بن سعد، فجلت بنو حرب إلى الحجاز حيث نزلت وادي العرج وجبال قدس، وما زالت تتوسع على حساب جيرانها حتى أصبحت ديارها اليوم شاسعة واسعة يصعب تحديدها بدقة.

قال الهمداني في الجزء الأول من "الإكليل": قالت علماء صعدة: إن بني حرب أجليت من صعدة في سنة إحدى وثلاثين ومائة. وقال أيضًا عن جعفر المحابي، أنه قال: وذكر لي محمود أن بني حرب لما صارت إلى قدس من الحجاز وبها عَنَزة ومُزَيْنة، وبنو الحارث وبنو مالك من سُلَيْم ناصبتهم الحرب عَنَزة، والذي أهاج ذلك أن رجلًا حربيًا وآخر عنزيًا امتريا في جذاذ نخل، فعدى الحربي على العَنَزي فضربه ضربة بتك بها يده، فعدا بنو حرب يومئذ وهي ستمائة رجل، فأجلوا من البلد عنزة إلى الأعراض من خيبر، وقتلوا منها بشرًا كثيرًا، ثم ناصبتهم مزينة الحرب وكانت أهل ثروة زهاء خمسة آلاف، فقتلوا منها مقتلة عظيمة، وأجلوهم إلى الساحل من الجار والصفراء وأرض جُشَم، فهم بها إلى اليوم لا يدخلون الفرع إلا بجوار وذمام من حرب. وبقيت سُلَيْم، فناصبتهم بنو الحارث وبنو مالك من سُلَيْم، وهم زهاء أربعة آلاف، وهم أهل الحرتين و (النقيع) (١) فحاربوهم دهرًا فأجلوهم من الحرتين والنقيع، وقتلوا منهم عددًا كثيرًا، وصارت بنو الحارث وبنو مالك لا يدخل منها الحرتين والنقيع داخل إلا بذمام من بني حرب، وقد يبقي عليهم محمود، لأن أمه جُشَمية من هوازن، فلما غلبت بنو


(١) في الأصل البقيع بالباء، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>