للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه نبذه قصيرة من كتاب ابن قتيبة في الشعر والشعراء لا تتجاوز صفحاته (١٨٨) (١) ورقه وبه اثنان وستون شاعرا عن بني تميم فما هو حال بقية كتب الأدب العربي في عصوره المتقدمة فهل يستطيع أحد أن يستوعب شعراءهم في الكتب الأخرى. وإذا فرض أن أحدا استوعبها فما رأي القارئ فيما اندثر من الكتب التي أحرقها التتار في بغداد عام ٦٥٦ هـ الموافق ١٢٥٨ م أو الكتب التي أحرقها غيرهم في الأندلس أو التي اعتقد الأفراد الذين لا لذة لهم بها إلا اقتناءها وتخزينها. إن لم يكن هذا مستحيلا فقريب عن المستحيل بدليل (ابن سلام الجمحي) ذكر في طبقات شعرائه أنه لا يحاط بشعر قبيلة واحدة من قبائل العرب وإذا كان كثيرا من القبائل ينطبق عليها وعلى عمائرها وشعوبها وأفخاذها وشعرائها من غير شك يكون صورة صادقة لكل فن.

[حروبهم في الجاهلية]

يوم طخفة (٢):

يوم طخفة كان بنو يربوع من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم عن أكثر القبائل غارة على ملوك الحيرة (المناذرة) فرأى المناذرة أن يتقوا شرهم فصالحوهم على أن يجعلوا لهم الردافة خاصة دون سواهم من جميع القبائل، والردافة بمنزلة نائب الرئيس (الملك) أي نائبه في تصريف جميع ما تحت يده في غيابه. وهذا ما يناقض قول ابن خلدون إذ قال: (لم يكن أحد أجرأ على الفُرس من قبائل ربيعة) (٣) فظلوا أي بالردافة حتى كانت أيام المنذر بن ماء السماء الذي تولى عرش المناذرة عام ٥١٤ م أي قبيل الهجرة ب ١١٢ سنة، فرأى أن يتخلص منهم فأوعز إلى زعيم آخر من زعمائهم يعني بني تميم بأن يطلبها منه فطلبها حيث انضم إلى الحاقدين آنذاك على صاحب الردافة الموجود من بني يربوع وهو عوف ابن عتاب الحنظلي لحداثة سنة، فلما اتصل الملك المنذري بزعماء بني يربوع رفضوا ذلك وأصروا على مناصبهم رغم توعده لهم وبالقوة، ولهذا التقى المناذرة واليرابيع


(١) انظر: المصدر السابق ص ٨٥.
(٢) اتظر: بني تميم ومكانتهم في الآدب والتاريخ ص ١٠.
(٣) انظر: تاريخ ابن خلدون ج ٢ ص ٣١٦ طبعة عام ١٩٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>