للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني يربوع فينادي: يا آل يربوع فيلقاكم طعن ينسيكم الغنيمة ولن يبصر أحدكم مصرع صاحبه فإن عصيتموني فانا تابعكم وستعلمون.

فأغار بنو شيبان علي بني زيد، فأحست الشقراء بوقع الحوافر، فنخست بحافرها فركبها أسيد وتوجه نحو بني يربوع ونادى: يا سوء صباحاه يا آل ثعلبة ابن يربوع فما ارتفع الضحى حتى تلاحقوا، فانهزمت شيبان، فقال متمم بن نويرة:

لعمري لنعم الحي، اسمع غُدوة … أسيّدٌ وقد جد الصرخ المُصدق

فاسمع فتيانا كجنة عبقر … لهم ربقٌ عند الطعان ومصدق

اخذن بهم جنبي أفاق وبطنها … فما رجعوا حتى أرقوا (١) واعتقوا

وكانت شيبان قد بعثت فارسين في طريق أسيد نحو بني يربوع، ابتدراه وطعنه أحدهما، فألقى أسيد نفسه في شق، فأخطأه، ثم تراجعا حتى استنفر بنو يربوع.

وقال شاعر تميمي في مدح أسيد:

ألم تر جثمان الحمار بلاءنا … غداة العظالي والوجود بواسر

غداة دعا الداعي أسيد صباحه … وللقوم في صمم العوالي حوافر

فطرنا إلى جرد جياد كأنها … جراد تباري وجهه الريح باكر

[٤ - شقة بن ضمرة]

وهو شقة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دإرم (٢).

دخل إلى النعمان فزري لحاله، وكان دميم الهيئة فقال النعمان: "تسمع بالمعيدي خيرا من أن تراه"، وهو مثل فخاطب النعمان قائلا: (أبيت اللعن إن الرجال لا تكال بالقفزان ولا توزن بميزان وإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه إن صال صال بجنان وإن قال قال ببيان) فأعجب به النعمان وسماه ضمرة.


(١) استرق وأرق: نقيض أعتق.
(٢) المرجع السابق ص ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>