للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: لست بحائض ولكن في درعك سخلة بكذا من آل الحارث، ثم أخرج الصبي فقتله وقال في ذلك:

ألا هَلْ أتى أُمَّ الحصين ولو نأتْ … خلافتنا في أهله ابن مُسَرّح

ونَضْرة تدعو بالفناء وطلقها … ترائبه ينفحْنَ من كلِّ مَنْفحِ

وفَرّ أبو سفيان لما بدا لنا … فرار جبانٍ لامّهِ الذُّلُّ - مُقْرِحِ

فلم يزالوا يتغاورون حتى كان يوم حضرة الوادي، فتحاشد الحيَّان، ثم أتتهم بنو الحارث ونزلوا لقتالهم، ووقف ضماد بن مسرح في رأس الجبل، وأتتهم دوس وأنزل خالد بن ذي السبلة بناته: هند وجندلة وفطيمة ونضرة؛ فبنين بيتًا يستقين الماء، ويحضِّضن، وكان الرجل إذا رجع فارًا أعطينه مكحلة ومجمرًا وقلن: معنا فأنزل! -أي إنك من النساء- وجعلت هند بنت خالد تحرضهم وترتجز وتقول:

مَنْ رَجُلٌ ينازل الكتيبة … فذالكم تزني به الحبيبة

فلما التقوا رمى رجل من دوس رجلا من آل الحارث فقال خذها وأنا أبو الزبن. فقال ضماد وهو في رأس الجبل، وبنو الحارث بحضرة الوادي: يا قوم زُبنتم فارجعوا، ثم رمى رجل آخر من دوس فقال: خذها وأنا أبو ذكر!! فقال ضماد: ذهب القوم بذكرها فاقبلوا رأيي وانصرفوا. فقالوا: قد جبنت يا ضماد، ثم التقوا فأبيدت بنو الحارث (١).

٢ - يوم ثرُوق:

كان عامر بن بكر بن يشكر -وهو الغطريف- ويقال لبنيه الغطاريف، وكان لهم ديتان، ولسائر قومه دية، وكان لهم على دوس إتاوة يأخذونها كل سنة، حتى إن الرجل منهم ليأتي بيت الدوسي فيضع سهمه أو نعله على الباب ثم يدخل، فيجيئ الدوسي فإذا أبصر ذلك انصرف ورجع عن بيته، حتى أدرك عمرو بن حممة بن عمرو فقال لأبيه: ما هذا التطول الذي يتطول به إخواننا علينا؟! فقال: يا بني! إن هذا شيء قد مضى عليه أوائلنا، فأعرض عن ذكره. فأعرض عن هذا الأمر، وأن رجلا من دوس عرَّس بابنة عم له فدخل عليها رجل من بني عامر بن


(١) "الأغاني" ١٢/ ٥٢، ٥٣ ونسب الرواية إلى أبي عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>