للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكاهن الخزاعي (*)

كان أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ذا مال، فتكلف أن يفعل كما فعل عمهُ هاشم في إطعام قريش، فعجز عن ذلك، فشمت به ناس من قريش وعابوه لتقصيره، فغضب، ونافر هاشمًا على خمسين ناقة سوداء الحدق تنحر بمكة، على الجلاء عشر سنين، وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي، وهو جد عمرو (١) بن الحمق وكان منزله عسفان، وكان مع أمية أبو همهمة بن عبد العزى الفهري، وكانت ابنته عند أمية.

فقال الكاهن الخزاعي: "والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر، وما اهتدى بعلم مسافر، في منجد وغائر، لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر، أول منها وآخر، وأبو همهمة بذلك خابر".

فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعم لحمها من حضر، وخرج أمية إلى الشام (٢) فأقام بها عشر سنين، فتلك أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية، في الجاهلية، وكانت أسباب هذه الخلافات هي المنافسة على الكرم والجود والزعامة والإشراف على الكعبة والحجيج الذي يرد إليها من كل صوب وحدب.

وقال الأرقم بن نضيلة يذكر هذه المنافرة ويذكر تنافر عبد المطلب وحرب بن أمية:

لما تَنَافرَ ذو الفضائل هاشم … وأميةُ الخيرات نفر هاشمُ

وقال أيضًا:

وقبلك ما أردى أميةَ هاشمٌ … فأورده عمرو إلى شر مورد (٣)

[كرز (**) بن علقمة الخزاعي]

هو كرز بن علقمة بن هلال بن جُريبة بن عبد نُهم بن حُليل بن حُبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لُحي، الخزاعي الكعبي، وعمرو بن لُحي هو أبو خزاعة يرجعون كلهم إليه.


(*) أنساب الأشراف ١/ ٦٠.
(١) وجاء نسب عمرو وجده كما يلي: عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد. . . من خزاعة (نسب معد ٢/ ٤١٥).
(٢) قلت: ومن حُسن الطالع وعجيب الأقدار أن يكون مُلك ذرية أُمية للخلافة الإسلامية فيما بعد من مناصرة أهل الشام لمعاوية من أحفاد أمية الذي حوّل عاصمة الخلافة إلى دمشق كما هو معروف.
(٣) أنساب الأشراف ١/ ٦١.
(**) أسد الغابة ٤/ ٤٦٩، طبقات ابن سعد ٥/ ٤٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>