للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم تصح لأبزى صحبة ولا رؤية، ولابنه عبد الرحمن صحبة ورؤية.

عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنه خطب الناس قائمًا، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم ثم قال: "ما بال أقوام لا يعلّمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يفطنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتفطنون، والذي نفسي بيده ليعلمن جيرانهم وليفقهنهم وليفطنهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم وليتفقهن وليتفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا، ثم نزل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فدخل بيته. وقيل رواه عبد الرحمن بن أبزى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (١).

عبد اللَّه (*) بن بديل الخزاعي

هو عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء بن عبد العزَّى بن ربيعة الخزاعي، أسلم مع أبيه قبل الفتح وشهد حُنينًا والطائف وتبوك وكان سيد خُزاعة، وخزاعة عيبة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقيل: بل هو وأخوه عبد الرحمن من مُسلمة الفتح والأول أصح وشهد الفتح.

وكان له قدرٌ وجلالة، ويملك نخلا كثيرًا، ومن وجوه الصَّحابة، وهو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد اللَّه بن عامر، وكان على مقدمته، وذلك في زمن عثمان بن عفان سنة تسع وعشرين من الهجرة.

وبعد مقتل الخليفة عثمان رضي اللَّه عنه كان بديل الخزاعي من أفاضل أصحاب علي كرم اللَّه وجهه وأعيانهم وفي معركة صفين كان عليه درعان وسيفان، وكان يضرب أهل الشام، أي جيش معاوية وهو يقول:

لَمْ يَبْقَ إِلَّا الصَّبْرُ وَالتَّوكُّلُ … ثُمَّ التَّمشِّي في الرَّعيل الأوَّلِ

مَشْيَ الجِمَالةِ فِي حِيَاضِ المَنْهَلِ … واللَّهِ يُقْضِي ما يَشَاءُ وَيَفْعَلَ

فلم يزل يضرب بسيفه حتى انتهى إلى معاوية، فأزاله عن موقفه، وأزال أصحابه الذين كانوا معه، وكان مع معاوية يومئذ عبد اللَّه بن عامر واقفًا، فأقبل أصحاب معاوية على ابن بديل يرمونه بالحجارة حتى أثخنوه، وقتل، فأقبل إليه


(١) أسد الغابة ١/ ٥٦.
(*) أسد الغابة ٣/ ١٨٤ والاستيعاب ٣/ ٩ والطبقات الكبرى ٤/ ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>