للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له عبد الملك: ما الذي جاء بك يا أبا محمد؟

فذكر له أمره مع الحجاج.

فكتب عبد الملك إلى الحجاج كتابا أن لا يعارض الحسن بن الحسن في صدقات جده.

ثم ختم الكتاب وسلمه إليه وأمر له بجائزة وصرفه مكرما، فلما خرج من عند عبد الملك لحقه يحيى ابن أم الحكم فقال له الحسن: بئس واللَّه الرفد رفدت ما زادت علي أن أغريته بي. فقال له يحيى: واللَّه ما عدوتك نصيحة ولا يزال يهابك بعدها أبدا ولولا هيبتك ما قضى لك حاجة.

وليس ما يهابه به عبد الملك والحسن المثنى هو أشبه الناس في زمنه بجده رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خلقا وأدبا وسمتا (١).

[زواجه]

خطب إلى عمه الحسين بن علي -رضي اللَّه عنه- إحدى بناته فأبرز إليه فاطمة وسكينة.

وقال:

يا ابن أخي اختر أيهما شئت، فاستحى الحسن وسكت فقال الحسين: قد زوجتك فاطمة فإنها أشبه الناس بأمي فاطمة بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فكانت ثمرة هذا الزواج المبارك ثلاثة أولاد هم:

عبد اللَّه المحض، الحسن المثلث، إبراهيم الغمر.

ونشأوا تربية علوية صالحة عرفوا في التاريخ بالعلم الغزير والأدب الجم والخبرة الصائبة والمعرفة السديدة والعقيدة الراسخة.


(١) مقاتل الطالبيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>