أرى أُمَّ صخر مَا تَجِفُّ دُموعُها … وَمَلَّتْ سُلَيْمي مضجعي ومكَانِي
وما كنتُ أخشى أن أكون جنازة … عَلَيْكِ، ومن يغترُّ بالحدثانِ
فأيُّ امرئ ساوى بِأُمٍّ حليلةٌ … فلا عاش إلَّا في شقًا وهوانِ
أهم بأمر الحرم لو أستطيعه … وقد حيل بين العَيْرِ والنَّزَوانِ
وَحَيٍّ حِلال قد صَبَحْتُ بغارة … كَرَجْلِ جراد، أو دَبا كتفانِ
فلو أنَّ حيا فائِتَ الموت فاته … أخو الحرب فوق القارح الغذوان (١)
معاوية بن مالك السُّلَمي
شاعر جاهلي، قال في يوم جَبَلة، وكان قتل دثار بن وهب:
لما رأيت نساء قومي حُسَّرًا … وترت إليَّ النفس غير مزاح
أقدمتُ حتى لم أجِدْ مُتَقَدِّمًا … وعلمتُ أن اليوم يوم فضاح
إني ثأرت أخي فلم أُسْبَقْ به … وشفيتُ نفسي من "بني الطماح"
هند بن خالد السُّلَمي
يسمى العربُ الذكر والأنثى كليهما باسم "هند"، وهذا هند بن خالد شاعر جاهلي، نسبه: هند بن خالد بن صخر بن الشريد السُّلَمي.
ومن شعره:
ألا أبلغ لديك بني كلاب … وشاعرها وفي الأقوال عُورُ
ألم تر أننا لبني فراس … سَمَوْنا، تحتنا الوُقُحُ المذكور
وكُلُّ طِمْرَّةٍ مَرَطي إذا ما … تحدر عن مغانيها العصير
فأشبعْنا ضباع الفَيفِ منهم … وطيرًا لا تغب ولا تطير
وقد أجاب هند بهذه الأبيات على رثاء يزيد بن الصعق الكلابي الهَوَازِني، المالك بن خالد بن صخر بن الشريد - الذي هو أخوه.
(١) الغذوان: السريع، عن هذه القصة راجع كتاب المصون في الأدب، للحسن العسكري، ص ١٨٦ و ١٨٧، طبع الكويت.