للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجملة القول أنها تهيأت عدة ظروف واجتمعت أمور ساعدت على انتقال بعض من الدواسر إلى الأفلاج منها: أن خلافا قويا حصل بين الشثور أنفسهم - وهم أشهر سكان الأفلاج وخاصة ليلى (عاصمة الأفلاج) قبل الدواسر - مما جعل شثور أسيلة يغيرون على شثور النقية (١) حاضرة الشثور آنذاك فقتلوهم ولم يبق من شثور النقية إلا القليل، وبهذا الاعتداء ضعفت قبيلة الشثور وانكسرت شوكتها.

ومن طرف آخر كان الخلاف محتدما بين الشثور في ليلى وبين آل حامد أهل المسيح سببه أن رعيان الشثور يعتدون على مزارع القطين بالسيح مما أغاظ آل حامد على الشثور فذهب أحد رجال آل حامد إلى وادي الدواسر يستنجد بأهلها.

ولم تكن قبائل الدواسر في الوادي بأقل خلافا عن قبائل الأفلاج، فقد كان آل حسن بن صهيب قد اختلفوا مع غيرهم من الدواسر، كل هذه الأسباب والخلافات دعت بعضا من الدواسر إلى الرحيل من الوادي إلى الأفلاج فرارا من الخلاف القائم بينهم واستغلالا للفرصة السانحة في ضعف سكان الأفلاج الأصليين وهم الشثور، وكان أول من قدم من الدواسر "آل حسن" تحت قيادة آل بازغ فتقاسموا الأفلاج وبعدها تتابع مجيء الدواسر سنة بعد أخرى حتى تكاملت أفخاذ الدواسر (القحطانية والعدنانية) التي تقطن الأفلاج حاليا على ما سنبينه إن شاء الله تعالى.

[أفخاذ الدواسر بالأفلاج]

١ - آل حسن بن صهيب بن زايد وهم: الفرجان وآل عمارة والشكرة.

(أ) الفرجان: أبناء فرج (٢) بن حسن بن صهيب وهم ثلاثة أفخاذ: آل منيف وآل محمد والوبارين.


(١) النقية: قرية كبيرة شرقي ليلي كانت آهلة بالشثور قبل القرن الحادي عشر.
(٢) ويقال: إن الفرجان أبناء فرج بن فرج بن حسن وأن آل عمار أبناء فرج بن حسن، والشواهد على عدم صحة هذا القول كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>