للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأرسل عساكر لنجدة قريش فأخضع العُصاة من بلِّي وجهينة ومكَّن لقريش في ديارها بصعيد مصر".

وذكر جرجي زيدان:

"إن بلِّي كانوا في مصر منذ عهد ظهور النصرانية، وكانوا في مصر ما بين القُصير على البحر الأحمر وقنا على ضفاف النيل بصعيد مصر، وكان عليهم الاعتماد في نقل التجارة الهندية قبل ظهور الإسلام".

وفي عام ٨ هـ بعد ظهور الإسلام انضمت بلِّي إلى هرقل ملك (قيصر) الروم في غزوة مؤتة، وكان مع هرقل عدد كبير من القبائل من قُضَاعة مثل بلِّي وبَهراء وبَلقين وأيضا معه لَخْم وجُذام وعَامِلة القحطانية، فبلغ عدد المستعربة مع الروم مائة ألف محارب يقودهم رجل من بلِّي.

وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن العاص القُرَشي في سرية فقاتلهم، ثم قدم وفد من بلي عام ٩ هـ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلموا، فقال لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (الحمد لله الذي هداكم للإسلام، فكل من مات على غير الإسلام فهو في النار). ثم ودعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أجازهم ورجعوا إلى بلادهم.

وظل من بلِّي بطون في الشام مع الروم حتى عام ١٤ هـ وساروا مع هرقل الروم حتى نزل إنطاكية في شمال غرب سوريا، وكان معه من العرب لَخْم وجُذْام وبلقين وعَامِلة.

قلت: وانضمت قبائل العرب إلى جيش المسلمين بعد أن هزم الله الروم في المعارك الضارية التي دارت في الشام، مما دفع العرب إلى الزحف غربًا إلى مصر لطرد الروم منها وتأمين بلاد الشام من ناحية الغرب.

تاريخ بلِّي في الجاهلية والإسلام

كان لبلي (١) وجود في مصر والشام في عهد ظهور النصرانية واعتنق


(١) يؤكد المؤرخون أن بلى وهمدان بدلا جهذا ملحوظًا في الهجوم على حصن بابليون في فتح مصر فارتجز عمرو بن العاص قائلًا
يوم لهمدان ويوم للصدف … والمنجنيق في بلي تختلف
عمرو يوقل أرقال الشيخ الخرف

<<  <  ج: ص:  >  >>