الجوع عضهم لدرجة أنهم اضطروا إلى أن يزوجوا بناتهم ويبيعوا أولادهم ليتخلصوا منهم!
[الشلاليون]
لَمْ يستطع أحد من الشلاليين، بالرغم من أنني تحدثت إلى عدد كبير من كهولهم وشبانهم، أن ينبئني عن حقيقة تاريخهم، ولم أعثر فيما تصفحته من الكتب على أي خبر يهديني إلى ضالتي. وكل ما سمعته عنهم أنهم من ذرية سيدنا الخليل عليه السلام (١). وقال قائل أنهم والعلَّامات أبناء عم، وأن جدهم يُدعى "أبو شلة" وأن أبا شلة هذا عندما مات خلف سلالة كبيرة، ومن سلالته:
(١) أبو غيث - جد الغيوث. (٢) القاضي - جد القضاة.
(٣) أبو ناجع - جد النواجعة. (٤) أبو فنوش - جد الفنشان.
وأما السعادنة وهم فريق من الشلاليين فيظهر أنهم وسعادنة الجبارات من أصل واحد. وسنأتي على ذكر شيء من ماضيهم في فصل الجبارات.
كان الشلاليون تابعين إلى ابن عطية، ثم انفصلوا عنه على أثر حرابة عودة وعامر، وظلوا زمنا غير قليل معدودين من العلَّامات إلى أن انفصلوا عن هؤلاء أيضًا وكونوا لأنفسهم كيانا مستقلا، وأول من شيَّخوه عليهم سلَّام بن كوينين أبو غيث، ثم عيد بن مطلق أبو غيث، ثم عودة بن عيد أبو غيث، فسالم الشراري بن محسن أبو غيث، فمحمد بن جمعة أبو غيث الحالي.
وسمهم الباب والخطام - واللذعة، ومنازلهم في سعود، والمليحة، وقصابة، وعددهم يقرب من الألف بين كبير وصغير.
(١) قلت: هذا القول فيه سذاجة من البدو؛ لأنَّ العرب العدنانية كلهم من ذرية إسماعيل ابن الخليل إبراهيم عليهما السلام. ولكنه لربما يشير أو يرجح أن التياها من العدنانية حسب الرأي القائل بأنهم من بني هلال، ويخالف الرأي القائل بأنهم من الخزرج لأنَّ الخزرج أرديون قحطانيون لبسوا من ذرية الخليل إبراهيم عليه السلام.