للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يشتك إلى الحسين الذي حذر القبائل من أعمال الغزو والنهب، فقد كانت الشكوى تعد من العيوب!.

[٦ - يوم الهدة]

أغارت بنو سُلَيْم على معبَّد من بني عمرو في الهدة، وأخذت لهم مواشي، وكان ذلك في عهد الحسين بن علي أيضًا، ولم تشأ مُعَبَّد أن تشتكي لأن ذلك في عرفهم يعتبر جبنًا وخوفًا من العدو. وفي هذا الوقعة يقول شاعر سُلَيْم:

عدوا في الهدة واحتاشوا الضين (١) والرعيان … وخلوا دبشهم خالياتٍ مناشيره (٢)

ولحقوا مُعَبَّد سربةٍ تشرب الدُّخان (٣) … سريعين في كيل الفرنجي وتذخيره

يقول البلادي: هذا ما تيسّر جمعه من الأيام التي حدثت بين القبيلتين سجلتها كما رويت لي لأن التأريخ أمانة ولا بد أن هناك أيامًا لم تصلني أخبارها. ورغم هذه الحوادث البسيطة فقد ظلت القبيلتان في مناطق حدودهما أصهارًا وأصدقاء وجيران حتى أن الأجنبي عليهما لا يظن أنه يحدث بينهما حوادث. وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد كان والدي متزوجًا في سُلَيْم، وتزوج فيها اثنان من أخوالي، وكان يعدد لي والدي كثيرًا من جيرانه السُلميين في عهد ما قبل الحكم السعودي مما يدل على تقارب وتصافي القبيلتين.

رابعًا، أيام بني حَرْب ومُطَيْر (٤):

يعتبر أكثر النسابين قبيلة مُطَيْر من بقايا غَطَفان، وفي غير هذا المكان قد


(١) الضين: جمع كثرة للضأن، أي ضئين.
(٢) الدبش: مجموع المواشي من غنم وغيرها.
(٣) الدخان هنا: البارود. أي لا يعمسهم دخان البارود لشجاعتهم، وهم سريعون في وضعه في البنادق.
(٤) انظر عن مُطَيْر كتاب "معجم قبائل الحجاز" للبلادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>