للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد شيّد القدامى منازلهم هذه التوافق مع المناخ والطبيعة والحالة الأمنية، فنري (الوطن) مثلا في الشغف كما هي في بلاد عسير (والوطف صفائح حجرية توضع بين المداميك لتحفظ الطين من الأمطار) وكذلك بعض الأطراف العليا من المنازل؛ إذ يوضع في أسفلها عيدان تحفظها من السقوط عند هطول الأمطار.

ويضيقون نوافذهم بشكل صغير جدًّا ليخفف من دخول الهواء البارد، كما يصعب دخول السارق خلالها، كما يلاحظ أن معظم المباني القديمة جدًّا متلاصقة وضيقة الشوارع حتى لا يستطيع السارق السطو على أحدها خوفا أن يراه الجيران أو يسمعوه.

وتَغْلب المنازل ذات الثلاثة أدوار على المنطقة وهناك ذات الاثنين والأربعة والخمسة والسبعة أدوار مثل قصرا بن مشيط ولكنها قليلة، ويسمى النّاس هناك الأدوار (سقوف) وبعضهم يسميها (طوابق)، بينما يختلفون في تسمية المنزل نفسه، فكان الحضر يسمونه (حُصْن) بضم الحاء وسكون الصاد، هذا فقط في الجنوب من البلاد، بينما تسميه بعض البادية (باب).

أما منازل بيشة وما حولها فكانت مكونة من مجموعة من الغرف على واجهة وخلفها حائط واسع جدًّا، وهذه المنازل في القرى غالبًا، أما في المدينة فتكثر المنازل ذات الدورين، وتسمى الغرفة في الطبق العلوي عندهم (عليّه) ويسمون المدخل أو الصالة (منفوح) كما يسمون المطبخ (مَشَبْ) والحمام (مَرْوَش) والغرفة (حُجَرة). ويوجد في معظم بيوت قرى بيشة برك يخزن فيها التمر تسمي الواحدة منها (جِصَّة) بكسر أوله ومبانيهم من اللبن.

أما بيوت الشعر في هذه المنطقة فهي أصغر من بيوت الشعر في نجد والشمال.

[الزراعة]

تطورت الزراعة تطورا ملحوظا خلال السنين الأخيرة الماضية، وقد تمتعت المنطقة الجنوبية كغيرها من المناطق الأخرى باهتمام الدولة السعودية في هذا المجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>