يتوددون إليهم بما يجزلون لهم من الصلات ويقطعونهم الأراضي الزراعية في الشام وكانت القبيلة تنتشر في بلاد نجد لرعي مواشيها مخضعة جميع قبائلها.
ثم أعقب قوتها من الضعف ما جعل القبائل التي كانت يومًا ما خاضعة لنفوذها بل ومعدودة منها - تتصدى بها بالغارات والحرب، حتى أضعفتها.
وذلك بحسب ما اطلعت عليه من أخبارها من منتصف القرن التاسع الهجري وما بعده مما لا يتسع المجال لتفصيله.
وكان آخر أمرها -كغيرها من القبائل الأخرى- أن غادرت الجزيرة - على فترات أولها في آخر القرن الحادي عشر (سنة ١٠٨٥ هـ على ما ذكر ابن بشر وغيره) بعد أن انخزلت فروع منها وبقيت في نجد، كآل غزي، وآل مغيرة، وبقي لهذه الفروع ذكر في تاريخ نجد إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري في عراكها مع بعض القبائل.
وقد استقرت أسر كثيرة من تلك الفروع في نجد في إقليم العارض وغيره من الأقاليم كسدير والوشم والزلفي وفيه من أسر الفضول: الفنيسان والعبيد والعليوي والمسعر والجديع والحبشي والمد اللَّه والزمامي والدعفس والمعمر.
وذكر أن آل فضل في حريملاء من الفضول من بني لام من طيئ.
[وقال عن آل غزي من الفضول]
في العارض مساكنها ويظهر أن انتشار آل غزي في وسط نجد كان قبل منتصف القرن التاسع الهجري، ففي سنة ٨٥٧ هـ على ما نقل ابن بسام في "تحفة المشتاق" أغارت قبيلة عنزة على آل غزي من الفضول، وهم على تبراك، فأخذوا إبلهم، ففزعوا حين جاءهم الصريخ فلم يلحقوهم فرجعوا إلى أهلهم، فلما وصلوا إليها أمر رئيسهم جاسر بن سالم آل غزي وقال لهم: اطلبوا إبلكم من عنزة، فلعلّ اللَّه يبدلنا من إبلهم أكثر مما أخذوه منا.
وكان فيه شهامة وشجاعة، فاستعدوا بالخيل والركاب، وركبوا قاصدين عنزة، وهم إذ ذاك على جو أشيقر، فأغاروا على إبل عنزة، وهي غازية في المروت، وذلك بعد العصر فاستاقوها، وراح الصريخ إلى عنزة، فأخبرهم ففزعوا وتبعوا الفضول، فقاتلوهم تحت ظلام الليل، ورجعوا بغير شيء.