للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية وأكثرها عددا وأقواها شكيمة وأسرعها نجدة وأعزها سلطانا وإنصافا للحقيقة، إنها لم تلبث مع الحسن مدة طويلة حيث إنه كان مزواجا تزوج بأكثر من سبعين امرأة كما سجله ابن عساكر في تهذيبه. وكان والده عليا ينصح أهل الكوفة بالبعد عن مصاهرته ونصح الناس مرة بالبعد عن تزويجه قاله رجل من همدان كان من خير أصحاب علي - رضي الله عنه - وموضع ثقته ومكان رضاه وهم الذين قال فيهم علي - رضي الله عنه -:

فلو كنت بوابا على باب جنة … لقلت لهمدان ادخلوا بسلام

[الباحثات التميميات اللائي كن مصدر إشعاع ثقافي]

أم الهيثم (١):

قال القالي في أماليه: حدثنا الحسن وابن درستويه قالا: حدثنا البكري عن العمري أنه قدمت علينا عجوز من بني منقر بن سعد بن زيد مناة بن تميم وتكني أم الهيثم فغابت عنا فسأل أبو عبيدة عنها فقالوا: إنها عليلة، قال: فهل لكم أن نأتيها، قال: فجئناها فاستأذنا عليها فأذنت لنا وقالت: لجوا فولجنا فإذا بجدر من أكسية مخططة - وأهدام وقد طرحتها عليها. فقلت: يا أم الهيثم كيف تجدينك؟ قالت: أنا بخير وعافية، قلنا: وما كانت عليك؟ قالت: كنت وَحْمَى بدكة أي أتشهى الودك - فشهدت مأدبة فأكلت جبجبة - كرشا فيه لحم يتزود به في الأسفار - من صفيف هلعة (عناق) وهي الأنثى من بنات الماعز فاعترتني زلخة - رجع يأخذ في الظهر فيشتد حتى لا يتحرك معه من يصاب به - فقلنا لها: يا أم الهيثم. أي شيء تقولين؟ فقالت: أو للناس كلامان ما كلمتكم إلا بالكلام العربي الفصيح.

ونقل ابن دريد في الجمهرة رواية قريبة من هذه منسوبة لأعرابية مع أم الهيثم وقد سبق الإشارة إلى أنها من المراجع الموثوق بها للعلماء، والباحثين في عصرها.


(١) انظر: المزهري للسيوطي ج ٢ ص ٥٣٩ طبعة عيسى البابي - الحلبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>