للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شرورى مرة أخرى]

عدنا إلى شرورى -بعد إلحاح أمير الوديعة علينا بالبقاء للغداء- فوجدنا الشيخ أمير شرورى في انتظارنا، وكان قد أولم لنا وليمة دعا إليها نخبة من موظفي الدولة بهذا البلد، كان يميزهم عنصر الشباب.

وكان قد ضرب موعدًا لشيوخ القبائل الموجودين، فحضر شيخ الصيعر، وشيخ الكرب، وشيخ نهد، ولم يجد الرسول شيخ بني مرة من يام، وليس هذا شيخ جميع بني مرة، إنما هو شيخ من يوجد منهم هنا، وذلك أن ديار بني مرة تمتد من هنا إلى الأفلاج في نجد وإلى واحة يبرين: جنوب شرقي الرياض.

كان موعد الجميع في منزل الشيخ في الساعة الثالثة، وحضر من ذكرنا، فكانت مناقشات حول القبائل وأنسابها وديارها، وقد اشترك فيها الأمير وصحح بعضها، وقد عرفنا هنا أن بعضًا من كبار الحضارم في مكة وجدة يرجعون إلى قبيلة الصيعر هذه كما سترى في فروعها، من هؤلاء: الشيخ سالم بن محفوظ صاحب البنك الأهلي التجاري، الغني المحسن، فهو من فخذ آل ابن محفوظ من قبيلة الصيعر، وأسر أخرى تجارية وعملية ترجع إلى هذه القبائل الصحراوية.

وفى الساعة الخامسة ودعنا الجميع شاكرين عائدين إلى نجران، فوصلناها في التاسعة ليلًا.

ما هو اسم شرورى القديم؟!

تبعد شرورى - كما ألمحنا سابقًا (٣٤٥) كيلًا شرقًا من نجران، في فلاة مهمة يضل فيها السائر في وضح النهار، وترتفع عن سطح البحر قرابة ٩١٤ قدمًا، وهي الزاوية الجنوبية الغربية للربع الخالي، على خط طول ١٥ و ٤٧ تقريبًا، وبين خطي العرض: ١٧ و ١٨ وتقع الوديعة جنوبًا منها على ٥٤ كيلًا تقريبًا، كما ذكرنا سابقًا، وعلى خط الطول نفسه السابق، وخط عرض ٦ و ١٧ تقريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>