للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخذنا الخناجر والسيوف البواتير (*)

كانوا (آل فطيس) وهم من آل بحيح تسعة فقط ومعهم امرأة؛ لغزاهم المناصير وبنو ياس، وكانوا يقدرون بـ (٢٥) فارسا وأثناء مسيرهم ليلا لحقوهم (المناصير وبنو ياس) وكانوا نيامًا أو شبه نيام على ظهور الإبل وهي (سواري) بهم فأقبل أحدهم على المرأة وهي على ظهر الناقة وكان هو يمشي فأمسك برجلها يريد أن يوقعها، لأنها كانت في تالي البل، فظنت أنه أحد إخوانها فقالت له: "يا علي هذا مهو وقت مزاح" فسمعها أبوها وكان حذقا في تالي البل. فأخذ بندقيته وأطلق منها عيارًا ناريًا في الهواء، وما لبثوا ثم قامت المعركة بينهم، ولم يكن هناك وجه مقارنة، وأبلى آل فطيس بلاء حسنًا؛ وكانت المرأة إذا رأت شيئًا من الرماح قد وقع أخذته وأعطته إخوانها، وكان القوم يروون ما فعله بهم آل فطيس بتلك الرماح، فقال أحدهم: "اذبحوا المرأة" وفعلا قتلوها، وأصيب أبوها وقتل اثنان من إخوانها وكانت إصابة الأب خطيرة، حيث إن رئته خرجت من مكانها وكان يردها وقد أكمل الطراد:

ياللَّه ياللي طلبته ما نساها … يا عالم الدنيا عليك التدابير

يا اللَّه يا خلاق نفس ولاها … يا خالق لعبده عسر وتيسير

طالبك الجنة وأنا في رواها … ولا فأنا صوب مرضاتك أسير

عينٍ مع الرقده كثير قلاها … على إبلنا اللي عجومٍ وأباكير

لقحت بنا الدنيا وحن في ذراها … وولدت مع الأذان بهلال وتكبير

جانا جموعٍ ما عرفنا لغاها … جردة بني ياس وجردة مناصير

راحوا بهِجْنًّا وخذنا قضاها … مراكب الحكام هجنٍ مغاتير

وسيوف هند غالي مشتراها … وخذنا الخناجر والسيوف البواتير

ما دامت الرملة تطرى وماها … تعرس بنا اللي قيل فيها عواذير

لو كان نطبخ ما غدينا عشاها … حن تسعة في وردها والمصادير

منا (علي) عزوته ما نساها … جنبيته درعا وعوده تكاسير

يدوي دواية نجمة من سماها … دواية نطلق حلوق الشعاعير

كن شوف الدمى في ملتقاها … فج الوزور من البكار المعاشير


(*) حدثت هذه المعركة إبان حكم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أي أوائل القرن العشرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>