للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان على رأس الشعراء حسان بن ثابت الأنصاري، وبجير بن زهير بن أبي سُلمى المُزْني، وعباس بن مِرْدَاس السُّلمي، وجعدة بن عبد اللَّه الخُزَاعي وبجيد بن عمران الخزاعي (١)، الذي قال:

وَقَدْ أَنْشَأ اللَّهُ السَّحاب بنَصْرِنَا … رُكامَ صَحاب الهَيْدَبِ المُتَراكِبِ (٢)

وهجْرَتَنَا في أرْضِنَا عِنْدَنَا بِهَا … كتابٌ أتى مِنْ خَيرِ مُمْلٍ وَكَاتِبِ

ومِنْ أجْلنا حَلَّتْ بِمَكَّةَ حُرْمَةٌ … لِنُدْرِكَ ثَأرًا بالسيوفِ القواضِبِ (٣)

تميم (*) بن أسد الخزاعي

عن ابن عباس، قال: دخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مكة يوم الفتح على راحلته، فطاف عليها وحول البيت أصنام مشدودة بالرَّصاص، فجعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يشير بقضيب في يده إلى الأصنام ويقول: {. . . جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١)} [الإسراء] فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه، ولا أشار إلى قفاه إلا وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم إلا وقع. فقال تميم بن أسد الخزاعي في ذلك:

وفي الأَصْنَامِ مُعْتَبَرٌ وَعِلْمٌ … لِمَنْ يَرْجُو الثَّوابَ أو العِقَابَا (٤)

من المعروف في كتب التاريخ أن خزاعة دخلت في عهد الرسول، وبكر دخلت في عهد قريش وذلك قبل انتصار الدعوة الإسلامية وحسم الموقف لصالح الإسلام، وكان بين القبيلتين ثارات لا تهدأ.

وبينما كان تميم بن أسد الخزاعي بمكة يصحبه رجلٌ من قومه يدعى منبه وكان مفئودا أي ضعيف الفؤاد (القلب) أراد جماعة من بكر قتلهما فاعترض بعضهما وقال: "إنَّا قد دخلنا الحرم، إلهكَ إلهكَ" فقال نوفل بن معاوية الديلي من بني بكر وهو يومئذ قائدهم، كلمة عظيمة لا إله له اليوم يا بني بكر، أصيبوا ثاركم، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه.


(١) إن الشعراء الذين ذكرناهم على سبيل المثال لا الحصر (السيرة ٣/ ٤٢٨).
(٢) المتراكب الذي يركب بعضه بعضًا. والهيدب: المتداني من الأرض.
(٣) القواضب: القواطع. سيرة ابن هشام ٣/ ٤٢٨.
(*) الطبقات الكبرى ٥/ ٤٥٩، أسد الغابة ١/ ٢٥٥، حماسة البحتري ص/ ٦٦.
(٤) سيرة ابن هشام ٣/ ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>