للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعلَّ ابن أبي أقيصر السُّلَمي الذي تنازع إلى الحسن بن زيد في أمر قطيعة سَلَمَة بن مالك السُّلَمي هو محمد بن أقيصر الذي هو والد عمر. فقد حَدَّثَ عن يحيى بن عروة بن أُذَينَةَ، فقال: أتى أبي وجماعة من الشعراء، هِشَامَ بْنَ عبد الملك، فأنشدوه، فنسبهم، فلما عرف أبي قال: ألست القائل:

لقد علمتُ وما الإسراف من خُلُقي … أنَّ الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى له فَيُعَنِّينِي تطلبُه … ولو قعدت أتاني لا يعنيني

فَألَا جلست حتى يأتيك؟ قال: فسكت أبي فلم يجبه، فلما خرجوا جلس أبي على راحلته حتى قدم المدينة، وتنبه هشام عليهم فأمر بجوائزهم، ففُقد أبي، فسأل عنه، فأخبروه بانصرافه، فقال: لا جرم والله، ليعلمن هذا أن ذاك سيأتيه في بيته، قال: ثم أضعف له ما أعطى واحدًا، وكتب له فريضتين، كنت أنا آخذهما (١).

الأرقم السُّلَمي

أورد له العماد الأصفهاني في تراجم شعراء الأندلس وأدبائها، بيتين من الشعر، هما:

ياذا الذي يخشى سوى من حُكْمُه … ما بين كاف الأمر منه ونونه

لا تخش إن الله كافٍ عبده … أيخوفونك بالذي من دونه؟ (٢).

وكتب محققا الخريدة: عمر الدسوقي وعلي عبد العظيم، في هامش ما سبق ذكره، قولهما: ورد اسم أرقم مبهمًا في نفح الطيب، وذكر أنه ينتسب إلى بني ذي النون، ولكنهم تبرءوا منه؛ لأنه كان ابن أمَة مهينة. كما أورده ابن سعيد في "المغرب" تحت اسم "الأمير أرقم بن عبد الرَّحمن بن إسماعيل .... بن ذي


(١) مجالس ثعلب، ص ٤٣٤.
(٢) يعني الشاعر: أيها الذي يخشي غير الله تعالى الذي أمره بين الكاف والنون (كن) - لا تخش غيره {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)} [يس: ٨٢])، ويشير الشاعر في البيت الثاني إلى قول الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [الزمر: ٣٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>