للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: زهران

[صفة وتعريف]

زهران: لغة صفة للبياض كأن له بريقًا ونورًا يزهو كما يزهر النجم أو السراج ويقال: قد أزهر الشجر والنبات إذا نوَّر وظهر زهره، والزاحر أيضًا المشرق من ألوان (الرجال) قال ابن سيده: زهرة الدنيا حسنها وبهجتها وعندنا مثل يقول: زهران زهرة الأرض أي نور كل نبات والجمع زهر، وزهران: صفة لكل مزهر كان له بريق ونور والزاهر المشرق من الرجال قال ابن سيده: الأزهر: الحسن الأبيض من الرجال وقيل هو الأبيض فيه حمرة ورجل أزهر أي أبيض مشرق الوجه كأن له بريقًا ونورًا يزهر النجم أو السراج، فالزاهر: الحسن من النبات ويقال مزهر والزاهر: المشرق من ألوان الرجال.

زهران: هو زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد، ومن زهران بطون وأفخاذ وفصائل كثيرة انتشرت في جهات متعددة داخل شبه الجزيرة العربية وخارجها منذ العهد الجاهلي إلى عهد الفتوحات الإسلامية وقد شرحت ذلك في الجزء الأول من هذا الكتاب. ومجال بحثنا هذا يتعلق بالوضع الحالي لقبائل زهران التي مازالت مستقرة في مواطنها، والمنتشرة في السراة وما والاها وهي تابعة في وقتنا الحاضر إداريًا لمنطقة الباحة جنوب المملكة العربية السعودية ولكل قبيلة من هذه القبائل شيخ: وهو المسئول أمام السلطات الحكومية كما هو مسئول عن طلباتها ومستلزماتها وحل مشاكلها، ولكل قرية أو فصيلة عريفه وهو ما يسمى حاليًا بالعمدة أو شيخ الحارة في بعض البلدان الأخرى حيث يرجع الأمر إليه فيما يختص بجماعته في إدارة شؤونهم وحل مشاكلهم وهي عادة متبعة في النظام القبلي، وهذه البطون أو الفخوذ أو الفصائل من هران يحمل كل منها في وقتنا الحاضر اسم قبيلة قلَّت أم كثرت. وبسبب الأوضاع الحالية من حضارة وتغير في ظروف المعيشة والتطور العلمي والفكري الذي عم الجيل الحاضر في المملكة هو سبب الانتقال من القرى إلى المدن ونورد لذلك أسبابًا كثيرة منها: الوظائف الحكومية في شتى المجالات التي لا يمكن حصرها والأعمال التجارية، ومع ذلك فالمنطقة التي تضم بلاد زهران وغامد مازالت عامرة بسكانها الأصلين ومازالت هذه القبائل محتفظة بأنسابها وأحسابها وعاداتها وتقاليدها على

<<  <  ج: ص:  >  >>