والثعابين، ويقيم بعض المساعيد في جنوب بنغازي ومنطقة سرت، وتتواجد عائلات من البراعصة في واحة الجغبوب وفي واحة سيوة والفيوم والمنيا بمصر، ويتواجد فريق كبير من أولاد زايد بمنطقة وأرض أولاد زايد بقصر ابن غشير جنوبي طرابلس وهم عائلات أولاد الحاج والقوادر وأولاد أحمد، وكما يقيم الحليقات البراعصة مع بني عمومتهم الأشراف المشاشية بمنطقة الشقيقة بمزده بالجبل الغربي.
اشتهر الأشراف البراعصة بالجهاد والمقاومة المستميتة، ففي فترة الاحتلال التركي اشتهر منهم الشريف أبو بكر حدوث الذي قاد المعارك الشهيرة ضد الاضطهاد التركي، الأمر الذي نتج عنه فقدان سيطرة المحتلين الأتراك على الجبل الأخضر وعدم خضوع الأشراف البراعصة لما كان يُسمى بضريبة الميري، وفي فترة الاحتلال الإيطالي شكَّل البراعصة قوة ضاربة مجاهدة سُميت تاريخيُا بـ (دوار البراعصة) واحتضنت شيخ المجاهدين الشهيد البطل عمر المختار، وذلك للتآخي التاريخي والأصل المشترك ما بين المنفة (قبيلة عمر المختار) وبين أبناء عريف بن مسعود بن برعاص (البراعصة)، ولم تستسلم قبيلة البراعصة أبدًا طيلة عشرين عامًا، وحرَّمت على الطليان الغزاة من الاستقرار بالجبل الأخضر الأشم، وبرز منهم قادة للمجاهدين الليبيين منهم حسين الجوفي وعبد السلام بودجاجات والسنوسي بو بريدان وامحمد بوحويصة وعمر العبيد وبوشديق مازق وعبد الله حفالش وعلي حسين شقلوف (شهيد يوم الجمعة)، وقد سطَّر البراعصة صفحات خالدة في تاريخ الجهاد للشعب العربي الليبي، وشملهم الإعدام والنفي والتهجير والاعتقال الجماعي في سلوق والمقرون والبريقة من قبل الغزاة الطليان، وقد قامت ثورة الفاتح العظيمة بقيادة الزعيم البطل معمَّر القذافي بالرد القوي على الطليان وطردت مستوطنيهم في (يوم الثأر) ٧ أكتوبر عام ١٩٧٠ م انتقامًا للشعب العربي الليبي، وتزخر كتب التاريخ بمآثر وأمجاد البراعصة.
الأشراف المشاشية في ليبيا (١)
فالأشراف المشاشية بالقطر العربي الليبي وفروعهم أربعة وعشرون فرعًا، وهم مقيمون في مزدة والعوينية والشقيقة وطرابلس وسرت وفزان، إلى جانب
(١) نقلًا عن شجرة الأشراف بليبيا عن رابطة الأشراف بطرابلس الغرب، أعدها ونقلها الشريف سيد بن عبد اللطيف الضعيفي الفيتوري من أشراف ليبيا وعضو الرابطة الوطنية للشرفاء الأدارسة في المغرب العربي.