تلتزم قبيلة بني هاجر عندما تعاهد أو تتحالف مع قبيلة أو شيخ بعهودها ومواثيقها، وتفي بها حتى لو أدى ذلك إلى قتل آخر رجل من رجالها، ولم يذكر في تاريخها أنها تعاهدت مع أحد فخانت أو غدرت، وعندما يشتد القتال لا تنسحب مخلفة حليفها يواجه أعداءه وحده بل تقف معه حتى نهاية المعركة ولو تكاثر عليها الأعداء؛ ولذلك اختارها الشيخ عبد الله آل خليفة وسانده بنو هاجر وكذلك أبناؤه من بعده ووفت بعهودها معه، ومن ثم استعان الشيخ قاسم ببني هاجر لمعرفته بهم وحفظهم للمواثيق وطلب منهم المساندة في إقامة حكمه في قطر، وقد أوفوا بعهودهم للشيخ قاسم وقامت الإمارة وكان الدور الأساسي في هذا يرجع إلى بني هاجر ممثلا في الشيخ الفارس ناصر بن خليل، وقد بدأ هذا التعاون بين قاسم وناصر وذلك عندما رأى قاسم أن والده محمد بن ثاني يدفع مبالغ كبيرة إلى حاكم البحرين فرضت على أهالي قطر، وكان والده من كبار التجار في قطر ويتحمل القسط الأكبر من هذه المبالغ بموجب اتفاق تم في ١٢ سبتمبر ١٨٦٨ م الموافق جمادى الآخرة ١٢٨٥ هـ بين أهالي قطر وحاكم البحرين علي آل خليفة وبحضور المقيم البريطاني (روث).
وكان والد قاسم محمد بن ثاني ليس حاكما على قطر بل يتبع شيخ البحرين ويعمل تاجرا في اللؤلؤ مع جماعته المعاضيد وهم من قبيلة تميم ويبلغ عددهم في قطر عشرة أفراد يشتغلون بتجارة اللؤلؤ. وبعد أن شب قاسم رفض هذا الاتفاق، الذي تم ورفض أن يدفع المبالغ التي نص عليها هذا الاتفاق وذلك بعد أن وجد المساندة من الشيخ الفارس ناصر بن خليل وجميع قبيلة بني هاجر، وبدأ قاسم يحكم قطر ولكن بدون اعتراف من الدول المسيطرة على الخليج العربي وشيوخ ساحل عُمان فضبط الأمن بها واستتب له الأمر وأصبح ينظر إلى السلطة ولكن عدم اعتراف الدولة العثمانية والبريطانية وشيوخ ساحل عُمان صعّب من هذه المهمة فاجتمع مع الشيخ ناصر بن خليل وكذلك بكبار رجال القبائل الموالية له وتحدث عن كيفية شد اهتمام القوى العظمى في المنطقة وإظهار أهمية قطر على ساحل الخليج العربي. فأشار أحد رجال بني هاجر ويدعى جابر
(١) ج. ج لوريمر ج ٣ تخ ص ١٢٦٠ - ١٢٦٤ تاريخ ساحل عمان - زهدي سمور ص ١٢١.